اية الولاية !!

موضوع: اية الولاية !! الجمعة يوليو 22, 2011 7:05 pm

-الولاية
قال الله تعالى (انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون )
اورد صاحب الميزان في المجلد السادس من تفسيره حول هذه الاية 00ما الخصه لك فيما ياتي رغبة في الاختصار ولك ان ترجع الى كتابه ان اردت التفصيل 0
- بذل المؤلف جهدا كبيرا وبمختلف الوسائل ليثبت ان هذه الاية مستقلة في في موضوعها ولا علاقة لها بما قبلها وبعدها من ايات ومن هذه الوسائل ان لفها ببعض روايات اسباب النزول سمة الوضع على اكثرها واضحة ولايلائم مضمونها معاني هذه الاية العظيمة فكان الاجدر به عدم الالتفات اليها وردها بحسب وعده الذي قطعه على نفسه في بداية تفسيره كما ذكرت في المقدمة لا ان يجعل منها قاعدة اعتقادية ليس لها مكان في كتاب الله عز وجل ,والمعنى المحصل منها بايجاز :ان النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا في احد الاماكن مع بعض الصحابة فنزلت عليه هذه الاية وبعد نزولها بقليل اذن مؤذنه للصلاة فتوجه النبي عليه الصلاة والسلام ومن معه الى المسجد ولقيهم سائل كان قد خرج من المسجد فساله النبي صلى الله عليه وسلم هل اعطاك احد شيئا ؟قال نعم اعطاني ذلك الرجل خاتمه وهو راكع !!واذ به علي بن ابي طالب فنزلت هذه الاية وفي رواية اخرى ان الرسول والصحابة كانوا في المسجد بين راكع وساجد وسائل يسأل في المسجد ولم يعطه احد فاشار اليه علي وهو راكع ان ياخذ الخاتم الذي في يده فاخذه فانزل الله تعالى هذه الاية ومن الروايات ان جماعة من اليهود اسلموا فجائوا الى النبي وقالوا ان اهل ديننا من اليهود قاطعونا بعد ان اسلمنا ولم يتعرفوا علينا ولم يجالسونا 000فاحترنا في امرنا فمن نوالي فانزل الله هذه الاية وقاموا الى الصلاة فصادف النبي السائل المذكور فكبر النبي 00وكبر المسلمون 00!!
وقد استنتج المؤلف من هذه الروايات ان هذه الاية نص الهي على ولاية علي على المسلمين
وبالتدبر في هذه الاية الكريمة وبتجرد وموضوعية يتضح انها لاتساعد المؤلف في كل ما ذهب اليه ولا لما اسسه عليها من عقيدة !!

وبالتدبر في هذه الاية الكريمة وبتجرد وموضوعية يتضح انها لاتساعد المؤلف في كل ما ذهب اليه ولا لما اسسه عليها من عقيدة !!
ان هذه الاية الكريمة جزء من ايات سابقة ولاحقة لها 00في سياق واحد 00 وبمجموعها تعالج موضوعا حيويا وهاما عايشه المسلمون في المدينة المنورة وعانوا منه الكثير 00بل ولايزال المسلمون يعانون منه حتى يومنا الحاضر ,فالاوائل استفادوا من ايات ربهم فعالجوه اما نحن فاعرضنا عن ايات ربنا فبقيت معاناتنا حتى هذا اليوم ,وسوف ندرس هذه ونبين انها ليست مستقلة كما ظنوا وانما هي واسطة عقد جميل من سياق هذه الايات كما سترى ,وان محاولة فصلها عن سياقها كمن يحاول فصل –فويل للمصلين –عن الاية التي بعدها 0
وللاسف هذا اسلوب يستعمله القوم كثيرا في ابراز عقائدهم بل احيانا يجعلون نصف الاية اية بحد ذاتها !!
والان دعنا نضع الاية في مكانها الطبيعي من الايات النازلة معها وفي سياق واحد وتعالج كما قلت موضوعا واحدا واجه المسلمين قديما فتجاوزوه بهدي هذه الايات ولا يزال يواجهه المتاخرين والمعاصرين ففعل فيهم ولا يزال الافاعيل ان لم ينتبهوا 00ويعودوا الى كتاب الله تعالى وبخاصة هذه الايات التي سانقلها لك :
يتبع باذن الله تعالى
(يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء 00 بعضهم اولياء بعض 00
ومن يتولهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين ,
فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة فعسى الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين
ويقول الذين امنوا اهؤلاء الذين اقسموا جهد ايمانهم انهم لمعكم حبطت اعمالهم فاصبحو خاسرين يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة عللى المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون في الله لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم 0)---اقول ان هذه الاية الاخيرة تنطبق تماما على الخليفة ابي بكر الصديق ومن معه من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في مواجهتهم لاهل الردة بعد نزول هذه الاية بنحو اربع سنوات ,وكنت انوي ضمها الى شواهد التعليق على اية اولي الامر السابقة 00ولكن سبحان الذي لا ينسى 00ولا عبرة باعتراض المؤلف على انطباقها على الصحابة المذكورين وكذلك ابن ابي الحديد ومن لف لفهم ---

ودة الى متابعة الايات (انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 000ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون 000يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم والكفار اولياء واتقوا الله ان كنتم مؤمنين )
فهل وجدت اخي القارئ ما يبرر فصل هذه الاية عن سياقها مع مثيلاتها ؟؟
وهل توضح لك الموضوع الذي عالجته هذه الايات ؟؟
وهل لا زلنا نحن اليوم نعاني منه بسبب عدم اتباع هذه الايات ؟؟
على كل حال تعال الان نزيد البيان حول هذا الموضوع لعل الله يمن علينا بتطبيق هذه الايات الحكيمةعلى ضوء السيرة والتاريخ الصحيح ونصوص القران العظيم

كان الاوس والخزرج وعرب المدينة مرتبطين مع اهل الكتاب وخاصة اليهود بعلاقات مختلفة 00تجارية وزراعية واقتصادية بل وتحالفات عسكرية ,فلما انتشر الاسلام في اهل المدينة توجه القران فيما توجه لاهل الكتاب بدعوة في منتهى اللطف لدخول الاسلام او على الاقل اتخاذ موقف حيادي بين الرسول والمسلمين من جهة وبين المشركين المطاردين لاهل الاسلام والمعتدين عليهم من جهة اخرى 0لكن اهل الكتاب بدل ان يفعلوا ذلك كون المسلمين اهل كتاب مثلهم على الاقل راحوا يهددون ويتوعدون بل واخذوا بتوزيع المال والسلاح والدعم المعنوي للمشركين وصرحوا لهم بان دينهم واصنامهم خير من دين المسلمين !!!
ولما قامت عليهم الحجة لله تعالى اخذت الايات تنزل بحقهم بما هم عليه وبما يستحقون مما ذكره الله تعالى , ووجه قيام الحجة عليهم هو انه لو انزل الله تعالى من اول وهلة الايات الشديدة بحقهم لقالوا ان موقفنا من الرسول والدين الجديد كان بسبب هجوم القران علينا وتسفيه ما نحن فيه وما عليه من دين 00
وهاهم قابلوا اللطف بالدعوة بالطغيان والكفر والاستكبار والتامر والخيانات فقامت عليهم الحجة بذلك 00وهذا رد بليغ على بعض المستشرقين المحجوبين عن الله وحكمته حيث عللوا ذلك بسياسة محمد فقط بانه لاطفهم طمعا باسلامهم فلما علم موقفهم الرافض هاجمهم بقرانه وجنده !!
والحق ان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له علاقة بكل ذلك وانما الموجه هو الله تعالى اولا واخيرا
نعود للموضوع 00فبعد ان تبين موقف اليهود من الرسول واصحابه ومجتمعه بما ليس من وراءه من عداوة 00وكان المسلمون لا يرون مع اسلامهم مانعا من بقاء كافة ولاءاتهم وتحالفاتهم ومعاملاتهم مع اليهود كما كانت في الجاهلية وبخاصة المسلمون ظاهرا ..من المنافقين كانوا يتحمسون لبقاء هذه العلاقات معهم ,لكن الله تعالى وهو يدير الدعوة الاسلامية بعلمه وحكمته اراد ان يوجه المسلمين الوجهة الصحيحة التي تحصنهم عقيدة ومجتمعا من كيد اهل الكتاب وبخاصة اليهود ,فانزل الله تعالىهذه الايات العظيمة لهذا الغرض ولبيانه بيانا شافيا وان تاملتها تجدها تتضمن قوانين الهية كقوانين الكهرباء والماء والكون لا تختلف مقدماتها عن نتائجها وهي :

اولا :
المفاصلة الكاملة والنهائية بين افراد المسلمين ومجتمعهم وبين اليهود والنصارى بشكل خاص وغيرهم من مشركين وكفار بشكل عام وذلك بالكف عن موالاتهم ومناصرتهم ومعاونتهم ماديا ومعنويا وسياسيا وان الذي يخالف هذا النهي الالهي الى عكسه فانه عند الله منهم 00وعند رسوله والمومنين 00ويجب على المسلمين معاملة هذا المخالف على هذا الاساس ولا عبرة بتبريرات المخالفين وحججهم من ان الذي يدفعنا لذلك خوف الدوائر او الفقر والحاجة الاقتصادية 000الخ 0
كما ان التوغل في الموالاة والتناصر مع اهل الكتاب بعد هذا البلاغ الالهي لدرجة ان يتوجه لضد المسلمين ومجتمعهم يعتبر نوعا من الردة عن الاسلام ولا عبرة حينئذ بظاهر تطبقهم لشعائر الاسلام 000وعليهم ان يواجهوا في حال حصول ذلك منهم 00جندا لله مؤيدين منه يحبهم ويحبونه 00يدافعون عن هذا الدين حتى اخر قطرة من دمائهم 00ضدهم وضد من والوهم من اهل الكتاب

ثانيا :
ان اليهود والنصارى اولياء 00بعضهم اولياء بعض وخاصة في الحرب او الكيد ضد المسلمين هذا الوصف هو قانون الله تعالى كما قلت لا يمكن ان يتخلف مرة واحدة عبر التاريخ الطويل 0
قد يتنازعون بصورة مؤقتة على مصالح مادية معينة لكن معدن الموالات المتأصل فيهم ضد المسلمين سرعان ما يبرز في أي مواجهة تحدث مع المسلمين 0
والذي يشك في هذا ويبرر وينخدع بالمجاملات الدبلوماسية الحديثة او القديمة فانما يخدع نفسه ويخدع المسلمين 0
فاهل الكتاب هؤلاء هم الذين ألبوا المشركين على المسلمين في المدينة وكانوا لهم درعا وردءا 0واهل الكتاب هؤلاء هم الذين اقاموا محاكم التفتيش في الاندلس وابادوا المسلمين عن اخرهم الا من هرب منهم او ارتد عن دينه رغم محافظة المسلمين على اديان واموال اهل الكتاب في بلادهم 0
واهل الكتاب هولاء هم الذين شنوا الحروب الصليبية خلال مائتى عام ارتكبو خلالها فضائع يندى لها جبين التاريخ الذي ذكر فيما ذكر انهم عندما دخلو القدس قتلو جميع سكانها من المسلمين تقريباوتقربوا الى الههم المشوه بدمائهم حتى جرت الدماء في الشوارع وهم الذين شردوا العرب والمسلمين في فلسطين واحلوا اليهود محلهم بعد مجارز فظيعة مازالت مستمرة بموالاة عمياء عن حق وعدل وانسانية متعاونين في ذالك مع الالحاد والمادية التي يزعمون انها ضد الاديان كلها
واهل الكتاب هولاء هم الذين يرتكبون المجازر بين الحين والحين ضد المسلمين في البوسنة والهرسك لدرجة ان التعبير الكتابي لا يفي ما فعلوه هناك بالمسلمين المظلومين عبر التاريخ وخاصة في هذا القرن من مجازر جماعية ومقابر جماعية وانتهاك للاعراض التي بلغت مئات الآلاف 00اما الأطفال فبين مشرد او مقتول ومصدر لتتولاه الكنائس وتنصره على دين السلام المزعوم !!
اما في الشيشان فقد ابادوا جمهورية كاملة تقريباوسووها بالارض تقريبا ولم ينج من سكانها إلا القليل الذي هرب الى بعض الدويلات المجاورة وكل ذلك يتم بالتعاون والموالات والتناصر بين اليهود والنصارى ولم نذكر الا القليل من الكثير وما جرى في العراقوفي فلسطين وما يجري الى الان ما هو الا اثر من اثار ذلك الولاء الذي بينه الله تعالى منذ الف واربعمائة عام وحذر عباده المؤمنين منه ايما التحذيروالحبل على الجرار كما يقولون فاذا كان المؤمنين الاوائل نفذوا اوامر الله تعالى وارشاده في هذا الموضوع فسلموا واسلموا فمتى ياترى يستيقظ مسلموا اليوم من نومهم ويسمعون نداء ربهم المدوي بطول الزمان وعرضه قال تعالى ولا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه

ثالثا.. اذا نفذ المسلمون ما ذكرناه في الفقرات اولا وثانيا افرادا وجماعات00وكفوا عن موالات اليهود والنصارى فمن يوالون؟؟
وهذا التساؤل هو الذي اجابت عنه الاية موضوع البحث 000انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا 000فاذا قال الذين يريدون منح ولائهم :نحن نوالي الله ورسوله 00ولكن المشكلة في الذين امنوا فكم من يدعي الايمان وليس بمؤمن وكم مجتمع يظهر الاسلام كمظاهر وهو بعيد عن الاسلام ومبادئ الاسلام وحياة الاسلام !!
هنا يجيب الله تعالى عن هذا التساؤل المشروع-- وخاصة لما يستقبل من الزمان –
ان مجتمع الذين امنوا الذين امرتكم بموالاته له علامات وخصائص تميزه عن غيره من المجتمعات (الذين يقيمون الصلاة )وليس مجرد يؤدونها وبين هذا وذاك كما بين السماء والارض (ويؤتون الزكاة )وهنا ايضا يرد السؤال ان من المنافقين ومن الاعراب من يؤتي الزكاة ولكنهم في قرار انفسهم يعتبرونها مغرما او اتاوة او ضريبة ولاتق اللهبطها بحبل الله الذي لم يؤمن به ايمانا حقيقيا اصلا ؟!وتاتيهم العلامة الفارقة لذاك المجتمع الطيب انهم يؤتون الزكاة وهم راكعون أي خاضعون لامر الله تعالى متقربين بها اليه 00طالبين بها رضاه 00وهذا ركوع روحي وعقدي غير ركوع الصلاة وان كان له معنى من معانيه 000لان الله تعالى يقول في اية اخرى (واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )فالصلاة المقامة في الاية تتضمن بطبيعة الحال الركوع فلماذا يميز عنها الركوع في نفس الاية ويقول (اركعوا مع الراكعين )اذا فالركوع في اخر الاية غير الركوع الذي تضمنته الصلاة وهو الذي ذكرنا 00فاذا وجد المؤمن فردا كان ام جماعة المجتمع المسلم المؤمن ليس بالوراثة او المظهر وانما بتحققه بتلك السمات التي ذكرها الله تعالى وقد بيناها 00فليعلم انه اختار الوجهة الصحيحة التي تستحق ان يمنحها هذا الولاء وهو مطمئن انه اصاب الجهة التي ارشده الله اليها وبالتالي لا ينخدع باعطاء هذا الولاء لكل من اتصف بظواهر وشكليلت الاسلام وهو خالي من مضمونه في واقع الامر
بعد هذا اخي المسلم وقد رايت ان هذه الاية جزء لا يتجزأ من سياق رفيقاتها وتعالج معهن موضوعا هاما وتنظم العلاقات الاجتماعية في المجتمع المسلم في الماضي والحاضر وتصلح دستورا اسلاميا في موضوعها لو تمسكت به الامة الاسلامية في هذا العصر لما راينا ما راينا من ماسي واحزان وضعف مزري وفرقة وعداوة سوداء تفتك كل هذه الامراض بدولنا الاسلامية ومجتمعاتها

لم يتمسك بدستور هذه الايات في الماضي المسلمون المتاخرون في الاندلس وخاصة ملوكهم ورؤساؤهم الذين تولوا كثير من اليهود والنصارى حتى جرى عليهم ما جرى فهلكوا واهلكوا وهاهي اليوم نفس الصورة تتكرر للاسف الشديد !!ونحن ننتظر النتائج الحتمية لهذه الامور ان لم نسمع لهذا النداء الالهي ونطبقه (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا )نسال الله السلامة وحسن الختام 0
بعد هذا اخي القارئ الا تعجب لهذا العالم المفسر ومن نحا نحوه يريد اطفاء وكسف هذا النور الالهي الساطع من هذه الايات العظيمة 00وتبديد معانيها السامية وتحويلها الى مجرد كلمات عادية انزلها الله تعالى لمدح زيد او عمر من الناس وبناها على مجرد صدفة تصدقه بخاتم على سائل !!1
وتعال نناقش ماذهبوا اليه بالتفصيل

دعنا نفترض مجرد افتراض ان ما ذكره صحيحا !فما الفائدة والحكمة التي تبقى من هذه الايات حينئذ ؟ قد يقولون الولاية المرادة ولاية سياسية زيادة على ولاية التناصر!
بمعنى اوضح كان الله يقول للمسلمين :ان عليا هو وليكم أي الحاكم عليكم نقول : هذا ممتنع شرعا ما دام رسول الله على قيد الحياة فهو الرسول والحاكم والكل بالكل00 والآية تعالج موضوعا بارزا وظاهرا للعيان يعاني منه الرسول والمسلمون وعلي معهم
ثم لو فرضنا ان الصحابة فهموا منها ما ذكره المؤلف وقبلوا بخلافة علي عليهم فتولاها فترة00 ثم مات فماذا يعني هذا ؟ يعني ان اثر هذه الاية قد توقف بموته لان عليا هو الذي تصدق بالخاتم فكوفئ بالخلافة ثم مات فمن يوالي المسلمون الذين ياتون بعد ذلك؟
فان قالوا: يوالون ذريته نقول: ذريته لم يتصدقوا بالخاتم والنص القرآني خاص به ثم اذا والوا ذريته فمن يوالون بعد اختفاء الامام الطفل الاخير منذ اكثر من الف عام 0
قلنا ذلك على سبيل الافتراض والا فكلام الله تعالى واضح وفهمه الصحابة الكرام وعلي معهم كما اراد الله تعالى ان يفهموه ,ثم لو كان كلامه ومذهبه صحيحا 00وولى الصحابة غير علي امرهم 00لاقتضى ذلك ان ينهزموا ويندحروا 00لان ولاية علي على هذا الفهم هي بطاقة عضوية حزب الله 00وعضوية حزب الله تعني النصر والغلبة لان الاية تقول (ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا 00فان حزب الله هم الغالبون )وما دمنا راينا ان الصحابة لم يولوا عليا ومع ذلك غلبوا في كل مجال واتجاه 00اذا فهم حزب الله وهم الغالبون بنص القران الكريم رغم انف من يحاولون التلاعب بالقران العظيم 0
ثم اذا كانت ولاية علي لا تقل بحسب اعتقادكم –اهمية عن الرسالة ذاتها واذا كان له هذه الاهمية البارزة ما جعلتموه في رواياتكم وتفاسيركم –التي سناتي على بعض منها –وسيلة لمغفرة الزلات وزلات الانبياء كادم فما دونهم وتفريج الكروب واذا كان وحي نبي الاسلام منذ خلقت الدنيا 00فلماذا يترك الله تعالى هذه الامة التي هي خير امة اخرجت للناس بنصه وكلامه 00يتركها تتخبط في كتاب الله يمينا وشمالا وتضطر في كل ذلك الى صرف مدلول ايات هذا الكتاب العظيم عن معانيها ومقاصدها علها تستطيع ان تجد فيها ما يمكن ان تستند اليه لاثبات عقيدة لا تقل اهمية عن النبوة والرسالة ؟؟!!!

ومع ذلك لم تجد ولن تجد 00حتى اضطر بعض الغلاة لاتهام جبريل بالخطأاو الخيانة لعدمتسليم النبوة لعلي !!
لماذا كل هذا الابهام وهذا التلويح من قبله سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا في امر هام الى هذه الدرجة كهذا حيث لا يقبل ايمان من يؤمن بالرسالة ولا يؤمن بولاية علي كيف مع هذا الابهام يصرح سبحانه انه اقام الحجة البالغة على الناس ؟؟
كشخص في بلاد الغرب اليوم امسك كتاب الله تعالى وقرأه بتدبر فرأى ان الله تعالى هو خالق الكون ورازق الكون وحده لا شريك له فقال :لا اله الا الله 00ثم قرأان اله تعالى ارسل الرسل وسماهم باسماهم كما ارسل خاتمهم محمد وسماه ايضا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم000فقال :واشهد ان محمدا رسول الله ثم قرأ ان الله تعالى اراد منه امورلا كثيرة كاقامة الصلاة والزكاة والحج 00الخ فعمل بكل ذلك ماذا تكون النتيجة والمصير ؟
بحسب زعم هؤلاء لايقبل الله منه هذا الايمان يوم العرض عليه !!
وسيقول له :اين اعتقادك بولاية علي وبعض ذريته من بعده ؟ثم لم لم تلعن او تتبرأمن ابو بكر وعمر وباقي الصحابة الا القليل جدا اربعة او خمسة ؟؟لأنهم حرموا عليا حقه بالولاية ؟!ماذا يفعل هذا المسكين 00؟
سيقول يارب قرأت كتابك مرات ومرات وبتدبر وامعان ولم اجد فيه رغم وضوحه وبيانه الاعجازي أي اشارة لما ذكرت !فيقول له الحق :الم تقرا قولي :واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ؟
سيقول بلى يارب علمت من هو الله فاطعته وعلمت من هو الرسول فاطعته وعلمت ان ولي الامر من المؤمنين 00وعندما اجد حاكما من المؤمنين يحكم دولتهم فسوف التحق به واطيعه اما الان فانا في دولة غير مؤمنة ويحكمها غير مسلم !!
فيقول له الحق عز وجل :أي حاكم مؤمن ؟الم تعلم اني قصدت عليا ؟الم تقرأقولي :اليوم يئس الذين كفروا من دينكم 00اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ؟ الا تعلم باني قصدت بقولي (اكملت لكم دينكم )اني وليت عليكم عليا ؟؟
ثم يقول له الحق عز وجل :إلا تعلم باني عندما نهيتك عن موالات اليهود والنصارى طلبت ان يكون ولاءك لجهة واحدة حينما قلت :إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ؟؟
فيقول المسكين :نعم يارب قطعت ولائي لليهود والنصارى ووجهت ولائي لله ورسوله ولإخواني المؤمنين والمؤمنات الذين تنطبق عليهم الصفات التي حددتها في آخر الآية !!
فيقول الحق :أنا لم اطلب منك ما فهمت من الموالاة وإنما طلبت منك ان توالي عليا فقط إلا تعلم ان نزول الآية بسبب تصدقه بالخاتم لسائل وهو راكع ؟؟ لماذا لاتقرأالروايات لتفهم
يقول المسكين :يارب هذه الاية تشير الى مجتمع في صفات محددة بينما علي واحد مفرد !!فيقول له الحق :الاتسمع بالاعجاز البلاغي في القرآن وانه يمكن التعبير عن الواحد بصيغة الجمع ؟؟فيقول المسكين :يارب لم يصل علمي لذلك فهل اقمت علي الحجة يارب؟؟
وهكذا في كل ما بنى القوم عليه اعتقادهم من ايات القران الكريم وهم في وهم000 وهم يعلمون ذلك ورب الكعبة 000ان لم يكن كل اهل العلم فهم اكثرهم بالتاكيد ولكن لاحول ولاقوة الا بالله 0
نعم اخي القارئ لم هذا الخفاء والالغاز في امر يجب ان يكون –لو اراده الله—كظهور الشمس في رابعة النهار ؟؟!!
كما ان هذا التلويح والتلميح ادى الى ضلال كثير من الامة ومزقها الى شيع واحزاب 000يضلل بعضها بعضا 00ويكفر بعضها بعضا 00ويقتل بعضها بعضا 00الخ

قلنا ان الله تعالى ارسل الرسل فسماهم وسمى ابائهم احيانا00 وسمى خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام باسمه 00ولم يختلف عليه اثنان من هذه الامة بل حتى الكفار 00وقد قامت الحجة على الجميع فلا يستطيع غير المؤمن ان يقول اختلطت علي الامور فلم ادر من هو هذا الرسول المقصود في القران !!
لماذا لم يفعل الله سبحانه الشيء نفسه لواراد في ولاية علي او غير علي رضي الله عنه ؟
لقد ذكر الله تعالى امورا في كتابه هي اقل اهمية بكثير من الولاية لو كانت مرادة وانها عمود الدين كما تزعمون ؟!فهل الطلاق والعتاق والربا والحيض والنفاس واستدانة المال والغيبة والنميمة والصدق والكذب واليمين والكفارة والوالدين ومعاملتهما والاولاد ومعاملتهم والقربى والناس وقصص الانبياء بتفاصيلها الدقيقة بل حتى الغائط ونواقض الوضوء الى اخر هذه الامور التي لاتعد ولا تحصى 00ترى هل كل هذه الامور هي اكبر من الولاية ليظهرها وبعضها بالتفاصيل 00ويخفي الولاية لهذه الدرجة ؟؟
اكان يعجزه تعالى ان يعلن باية واضحة محكمة جلية تقوم بها الحجة على علي وولاية علي؟؟
كان يقول مثلا محمد رسول الله وعلي وصيه وخليفته على المسلمين من بعده !!لا وحقه لايعجزه ذلك لو اراده ولكنه لم يرده ابدا 00فهل تعقلون ؟؟؟

لكن القوم يصرون عليه ان يريد ذلك فوقعوا فيما وقعوا فيه من عقائد ليس لها في كتاب الله مكان بل ولا يعرف عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا علي ولا ذرية علي من الصالحين !!
ام تراه سبحانه يستحي من ذكر علي في كتابه 00فلقد ذكر الله تعالى في كتابه ما شاء من اشخاص واسماء ابائهم كما قلنا وذكر اسم زيد 00وابي لهب 00وفرعون وكذلك اسماء كثيرا من الحيوان والجماد ولا شك انهم يعلمون ذلك جيدا 00افتراه سبحانه استحيى من ذكر اسم علي وولايته كي يقي الامة من الضلال بعد الهدى مع لما لذكره من اهمية –لو كان مرادا لله تعالى –تفوق اضعاف اضعاف اهمية ما ذكرناه من الاسماء الواردة بالقران 0
ثم على ماذا اعتمد المؤلف لصرف هذه الاية عن مراد الله تعالى منها كما علمنا ؟
اعتمد على روايات ظاهرة الفساد لا تصمد امام البحث العلمي السليم 00
اما عند علماء الحديث فهي موضوعة وهو يعلم ذلك 00اما من ناحية النقد العلمي :

فان الذي يعلم اهمية الصلاة عند علي والمؤمنين معه وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يدرك قيمة هذه الروايات 00
فقد ورد ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الكلام في المسجد الا في امور الدين وما يرفع من شانه وفي غير وقت وحالة الصلاة 0
كما نهى من ضاع له شيء ان يسال عنه في المسجد 000افلا يجد هذا السائل مكانا او زمانا يسال الناس فيه الا في المسجد ؟بل وفي داخله والرسول والمسلمون بين راكع وساجد ؟!
فالسائل ان كان صحابيا مهديا –ناهيك بهدى الصحابة – فلا نشك انه مهما كانت حاجته ماسة وضرورية فلن يسال في هذا الوقت وهذا المكان على الاقل حتى تنتهي الصلاة 00وان كان غير مسلما فالاجدرتوجيهه من النبي والصحابة الكرام لحرمة واداب المسجد والصلاة , ثم ان من المعروف ان النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة بعد الهجرة وفرض الزكاة لم يشجع على التسول بشكل عام فضلا عن المسجد والصلاة 0
ثم اعلم ان افقر الناس يومذاك كان اهل الصفة 0وهم مهاجرون لله ورسوله لايملكون من حطام الدنيا شيئا 00ويقتاتون على ما يصل الى النبي من هدايا او طعام يعطيهم جزءا منه 00فكان يبلغ باحدهم الجوع الى حد لايحتمل 00لدرجة ان يقع من شدة الجوع والناس يظنون انه قد صرع 000!
ولم يرد ان احدهم سال الناس شيئا لا في داخل المسجد ولا في خارجه 00فمن يكون يا ترى هذا السائل المزعوم الذي لا يستطيع ان يصبر حتى يخرج الناس من صلاتهم فيدخل المسجد 00ويشوش على المسلمين صلاتهم بصياحه وسؤاله ؟؟وهي عندهم يومئذ من اقدس المقدسات 00!!
فاذا توجهنا الى سيدنا علي رضي الله عنه 00وهو مستغرق في صلاته وهو والعلم عند الله انه من اوائل الخاشعين 00الم يجد وقتا يعطي فيه السائل الذي اساء الادب في صياحه داخل المسجد الا بما يبطل صلاته تقريبا لما يتطلبه اعطاء الخاتم من حركات 00فهو يحتاج الى : اشارة للسائل القادم من الباب وهو خلف المصلين كما هو معلوم 00وافهام السائل نوع العطية وهي الخاتم الموجود بيده التي يمسك بها ركبته في حال الركوع 00ومد يده لينزع السائل منها الخاتم 000!!
فما الذي بقي من خشوع الصلاة حتى ولو لم تبطل ؟؟كيف وقد ورد في الاثار ان زين العابدين رضي الله عنه كان اذا توضأتغير لونه فيقول الحضور ما بك؟فيقول :ويحكم اتدرون بين يدي من ساقف بعد قليل ؟؟
اذا كيف تكون صلاة علي رضوان الله عليه ؟
ثم ان عليا مطلوب منه في تلك اللحظة عملا محددا ولا شيء سواه وهو الخشوع والاستغراق في الصلاة 00ولم يطاب منه سوى هذا العمل كالانفاق وغيره 00افتراه يترك ما هو مطلوب منه في ساعته الحاضرة بالذات ويدخل في عبادة لم يكن هذا وقتها
ثم هناك امر اخر متى سمي اعطاء الخاتم زكاة؟؟؟

فالزكاة معروفة بشروطها ونصابها قبل نزول هذه الاية وكيفية التحصيل ومن هم العاملين عليها وتوزع من قبل النبي عليه الصلاة والسلام اما باقي الانفاق فله مسمياته كالصدقة 00وليس اسمه زكاة
واخيرا اليك تفسيرا اخر قرانيا يعطيك صفاة اخرى لحزب الله المنصوص عليهم في اياتنا التي نبحث فيها 00وانهم ليسوا الذين يتولون عليا وانما هم الذين يتولون الله ورسوله والذين امنوا 00(ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فاولئك حزب الله الاان حزب الله هم الغالبون 0) يقول الله تعالى في اخر اية من سورة المجادلة (لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون 00)نسال الله ان يجعلنا منهم 00 والحمد لله رب العالمين

وعذرا عى الاطالة