ولاية الامر

• ولاية الأمر**
في قوله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) نساء 59
أورد صاحب الميزان ج4\388 وما بعدها ما مفاده : ان أولي الأمر المعنيون في هذه الآية هو علي عليه السلام ونسله من بعده 00 كما استنتج من الآية أنها تفيد العصمة لأولي الأمر ولا معصوم غير هؤلاء !!
وحاول بشتى الوسائل إثبات هذه النظرية وجعل الآية تؤيدها 00 الى ان قال :انه بسبب عدول الصحابة عن ولي الأمر المعني بهذه الآية –علي- بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة نشأت الفتن واستتبعها سفك الدماء!00وانتهاك الأعراض !! ونهب الأموال !وتعطيل الأحكام وإبطال الحدود!!
وقد كان من المفروض ان انقل كل ما كتبه في هذا الموضوع إلا ان ذلك يأخذ وقتا وزيادة في حجم الكتاب لكن ما نقلته هو لب الموضوع الذي تكلم فيه ,نقلته ليعلم القارىء الكريم بكيفية بناء الأخوة الشيعة لمجمل عقائدهم من القران الكريم كما يقولون وسترى انهم لن يستطيعوا اثبات عقيدة واحدة من كتاب الله اللهم الا اذا مارسوا عليه ضروب التأويل وتحريف الكلم عن مواضعه واستنطاق الآيات بما لم تشر إليه من قريب او بعيد 000وهذا النوع من الأساليب ان خفي علي وعليك فأنى يخفى على العليم الخبير الذي اشترط لقبول اية عقيدة ان تكون نابعة من القرآن العظيم وعائدة اليه0
تعال الان نتجرد عن الهوى باحثين عن الحق الذي تدلنا عليه الآية الكريمة وترشدنا الى يوم القيامة عن مراد الله فيه
فقوله تعالى –يا ايها الذين امنوا0000- نداء بالصفة التي تربطهم به وهي الايمان 00والنداء بهذه الصفة له هدفان :
• الهدف الاول :تشريف المنادى بخلع لباس الايمان عليه وتعريفه بهذا اللباس دون الاسم او اللقب كما اذا خلع الملك رتبا عالية على بعض رعاياه فاخذ يناديهم بخصوصية هذه الرتب لا بالاسماء التي لهم 000
*الهدف الثاني :
• فهو لتذكير المنادى بمسؤلية ما حمله من رتبة والثمن الذي وعد ان يدفعه ليثبت انه جدير بحملها والتكريم بها 00 ومن اخص خصائصه الطاعة كما في هذه الاية وهناك أثمان اخرى ذكرها الله تعالى بعد كل نداء بيا ايها الذين امنوا عليهم ان يدفعوها بالاستجابة لمضمون النداء ,فان فعلوا ذلك كانوا صادقين وجديرين برتبة الايمان وينتظرون انشاء الله التكريم النهائي عندما يكونون في مقعد الصدق

اذا الثمن في هذه الاية هو طاعة الله وطاعة الرسول واولي الامر منكم أي من المؤمنين فمن صدق في دفع الثمن قدمه000 وهو الطاعة لله تعالى فيما امر او نهى او احب او كره دون مناقشة ,لانه حكيم والحكيم لا يكون امره او نهيه الا عن حكمة والحكمة كلها خير للمامور اما في الدنيا واما في الاخرة او في كليهما معا .. وان خفيت الحكمة احيانا على المامور فهذا لا يضره مادام آمن بان له ربا حكيم .
كذلك طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي مفروضة كطاعة الله عز وجل ان كان الامر والنهي موحى به من عند الله تعالى لان الرسول في النهاية سلطة تنفيذية لامر ونهي الله تعالى فهو متبع لما يوحى إليه من ربه ,ان قال له خذ من اموالهم صدقة00نفذهذا الامر,وان قال له اصدع بما تؤمر 00 صدع الخ000 والا لو بقيت الاوامر والنواهي الالهية نظرية دون ان يجسدها الرسول بواقع عملي ملموس لظلت باهتة مجهولة التطبيق الى حد كبير ,لان الرسول بالاضافة لمهمة التبليغ النظري كلف بان يكون اسوة حسنة لمتبعيه بالعمل والتطبيق لما يبلغه للناس من دين الله تعالى ,فلو قال :وبلغنا ان الله تعالى يقول لكم اقيموا الصلاة واتو الزكاة ولم يجسد ذلك عمليا لما علمنا كيفية الصلاة وغيرها من الاحكام ,لذلك فقد صلى امام الناس وقال لهم صلوا كما رايتموني اصلي 000 وبهذا حصل التبليغ والتطبيق للامر الالهي وبشكل مرئي وملموس ومن هنا كانت طاعة الرسول طاعة لله في حقيقتها لانها مندرجة فيها ومبنية عليها ومنفذة لها لهذا يقول ربنا سبحانه (ومن يطع الرسول فقد اطاع الله )وهذا جواب لماذا نطيع الله والرسول0
( وأولي الامر منكم )الملاحظ ان الله سبحانه لم يكرر لفظة –واطيعوا- عند اولي الامر ليس للصدفة وانما لان طاعة الله ذاتية – يجب ان يطاع دون مناقشة –وكذلك طاعة الرسول في الوحي او بيان تطبيقه وهاتين الطاعتين تمثلان مصداقية – لا اله الا الله – في الأولى – محمد رسول الله - في الثانية
اما بالنسبة لأولي الأمر فليس لهم طاعة ذاتية في امر ونهي الا اذا كان مبنيا على امر الهي او نبوي ,لانهم – منكم – أي من المكلفين بثمن الايمان فطاعتهم مشروطة بثلاثة امور الاول –ان يكونوا – منكم – أي مؤمنين فلو تولى غير مسلم لا تجب طاعته كما حدث ابان عهود الاحتلال
الثاني – ان يكون الامر والنهي له دليله من كتاب الله عز وجل
والثالث – ان يكون له دليل من فعل ثابت للرسول عليه الصلاة والسلام او متفق معهما في الروح والمقصد على الاقل في حال عدم وجود نص صريح على الحالة المامور بها او المنهي عنها فطاعة ولي الامر بهذا الاعتبار اذا طاعة لله ولرسوله في حقيقة الامر ولهذا وجدنا امثلة كثيرة من هذا القبيل تجسد ما ذكرناه في حياة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم 0
فقد ورد ان الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل سرية وأمر عليهم رجلا وامرهم بطاعته كالمعتاد 000فغضب الامير عليهم لسبب ما فاشعل نارا وامرهم بالقاء انفسهم فيها !!فلما لم ينفذوا قال :الم يأمركم النبي بطاعتي واستشهد لهم بالقسم الاخير من الاية التي نبحث فيها 00 فلما عادوا وذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم لو دخلتم تلك النار لما خرجتم منها ابدا 00 انما الطاعة بالمعروف 00 والمعروف ما ذكرناه لك 0
ولقد كانت اول الكلمات التي تلفظ فيها خليفة رسول الله رضي الله عنه يوم تولى امر المسلمين هي قوله :وليت عليكم ولست بخيركم فاطيعوني ما اطعت الله فيكم فاذا عصيت فلا طاعة لي عليكم 0
وقريب من هذه الكلمات اعلنها عمر رضي الله عنه , والقاعدة النبوية المشهورة تقول _-لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

فطاعة اولي الامر ضمن هذا الاطار ذات اهمية عظيمة في نظام المجتمع المؤمن كما وان الاخلال بها اخلال في ذات الوقت في طاعة الله ورسوله ومخافة صريحة لاوامر الله في كتابه الكريم سواء كان ذلك في حياة الرسول او بعد وفاته
اما في حال حياته فاليك المثال التالي : تصور ان الرسول عليه الصلاة والسلام غادر المدينة في قسم من المسلمين وترك فيها خليفة او اميرا لادارة شؤنها وقد احس هذا الامير بخطر يهدد المدينة ويقترب منها فاخذ يعد العدة لذلك ويتخذ الاجراءات اللازمة فماذا يكون موقف هؤلاء المسلمين ؟
هل يقولوا انما امرنا بطاعة الله والرسول وما انت الا كاحدنا فلا طاعة لك علينا ؟
ام ان مراد الله تعالى ورسوله منهم ان يقولوا له سمعا وطاعة ما دمت مطيعا لله ورسوله وما امرانا به ؟؟!
فلا شك ان عصيانهم في الامر الاول هو عصيان لله ولرسوله كما ان طاعتهم في الامر الثاني انما هي طاعة لله ولرسوله,وهكذا تماما ما يجب ان يكون عليه بعد رحيل المصطفى عليه الصلاة والسلام والى يوم القيامة 0
وهكذا يعالج القسم الاخير من الاية –واولي الامر منكم – وينظم حاجة وموضوعا حيويا لحياة المسلمين ابد الدهر .
فاذا استوعبت ما بينته لك فيما سبق الا تعجب من قولهم ان الاية تدل على ان ولي الامر علي بن ابي طالب ونسله من بعده
كيف والله تعالى يعلن ان اولي الامر – منكم – فاذا كانوا معصومين فكلكم معصومين بل كل فرد منكم معصوم !!
كيف والله سبحانه يريد افهامك انك اذا اطعت اليوم ولي الامر الذي هو مثلك- منكم – فقد تكون في الغد مطاعا ايضا فيما اذا قدر الله وصول الامر اليك وكل هذه الطاعة وتلك انما هي منوطة في حقيقتها ومآلها بطاعة الله ورسوله كما مر سابقا0
ثم ان قوله تعالى (وان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول )وينفي كما ترى الرد الى اولي الامر وما ذلك الا لانه غير معصوم وليس له طاعة ذاتية وكل ما فصلناه قبل قليل ,فهو منكم ويجوز ان تتنازعوا واياه احيانا وعليكم واياه ايضا ان تردوا الامر المتنازع عليه الى الله والرسول فقط
وعلى كل لنا مع ادعاء العصمة هذا كلام كلام سياتي في حينه ان شاء الله

اما قول المؤلف انه بسبب عدول الصحابة عن ولي الامر المعصوم 00الخ فوالله انه لعجيب !!,
فبالاضافة لما رايت من فشله في ان يعترف القران في نظريته وعقيدته المسبقة في ولاية الامر والعصمة ,جعلها حقيقة ثابتة واخذ يفرع عليها ماشاء له الهوى من تفريعات وهنا لنا ان نساله :اين الفتن التي نشات ؟ والاموال التي التي نهبت ؟والدماء التي سفكت ؟ واين الاعراض التي انتهكت ؟والحدود التي عطلت ؟ للسبب الذي ذكره وهو عدول الصحابة عن ولي الامر المعصوم علي بن ابي طالب رضي الله عنه ؟؟!!!!
ان المتتبع للتاريخ الصحيح وليس المليء بروايات اهل الاهواء والاغراض الزارعين بذور الفتن والفرقة في هذه الامة 000 وتاثيرها على كل ما وصلنا من انباء واخبار تلك الفترة المشرقة من حياة الاسلام 000
ان المتتبع لهذا التاريخ في ضوء نور كتاب الله تعالى وبتجرد من الهوى سوف يجد ويدرك ان الامور بعد رحيل المصطفى عليه الصلاة والسلام سارت كما اراد لها ان تسير ,ولو لم يرحل وصادفته هذه الامور لتعامل معها كما تعامل معها تلامذته وخلفاؤه معها تماما 00,لدرجة ان الخليفة اصر على انفاذ جيش اسامة رغم المخاطر التي احاطت بالمدينة قائلا :كيف احل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ؟؟
وعندما راجعه بعضهم طالبين استبدال الامير لصغر سنه ولوجود من هم اكبر منه سنا في جيشه 00رفض ايضا بشدة معللا ذلك بفعل واختيار الرسول له 0نعم هذه صورة بسيطة لشدة اتباع الصحابة وخاصة اكابرهم السابقون لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لو تبدى ذلك بحسب الظاهر الى ان هذا الاتباع يؤدي الى هلاك الامة او قريب منه وقول عمر المشهور وهو يخاطب الحجر الاسود __ولولا اني رايت رسول الله يقبلك ما قبلتك __وتامل في هذه الحادثة التي سارويها لك تأمل ذي لب لتتأكد من شدة اتباع الصحب الكرام لنبيهم عليه الصلاة والسلام فقد اورد الطبري وغيره انه كان لدار العباس مزرابا يتوجه على الطريق العام فيصيب طوال القامة من الناس فخلعه عمر 00فقال العباس لعمر أخلعت ما وضعه رسول الله بيديه ؟؟فاقسم عمر ان يطأالعباس على ظهره ويعيد المزراب كما كان !!!!ذالكم اصحاب رسول الله رضوان الله عليهم اجمعين وتلامذته العظام وذلك سر عظمتهم وتفوقهم في كل المجالات 0
وكل رواية تصفهم بغير ذلك فهي من افتراءات الزائغين عن كتاب الله وصراطه المستقيم0
افيعقل بعد هذا وبعد شهادة الله لهم بآيات عديدة سناتي على ذكرها ان شاء الله ان يخالفوا نصا الهيا او نبويا في سبيل دنيا جمعها ابو بكر او عمر او عثمان اوعلي من وراء الخلافة ؟ او في سبيل قصور واموال وخدم وحشم كالذي حدث بعد ذلك في ايام الامويين والعباسيين والفاطميين والصفويين وغيرهم حتى يومنا الحاضر ؟؟؟
نعم لم ينالوا الا خدمة هذا الدين العظيم والثواب على ذلك لم ينتظروه من غير خالقهم عز وجل

يقال ان عليا ونفرا قليلا عتب على الخليفة بعض الشيء على عدم اشراكه في المشورة او ربما لظنه انه اهل للخلافة وكان سيرشح نفسه لها 000لكنه عندما راى وتدبر ان الامر امر اخرة وليس من قبيل انظمة الحكم والملك في شيء وامر نبوة وخلافة نبوة لا ينال الخليفة واقاربه منه أي امتياز دنيوي 00طابت نفسه لان هذه نظرته للخلافة فبايعهم وازرهم ونصحهم بل وصاهرهم ,لعلمه ان قصد الجميع وهدفهم هو رضوان الله تعالى وخدمة دينه فايهم قام به فانه في نظرهم يحمل عبئا ثقيلا دون مقابل دنيوي 0
اما مؤلفوا الروايات التاريخية المخالفة لنصوص القران والذين ترعرعوا في عصور الفرقة والانقسامات المذهبية والسياسية 00لما راوا ملوك زمانهم يحوزون على اموال المسلمين ويتصرفون بها كيف ما شاءوا ويحيون بها حياة الف ليلة وليله ظنوا ان عهد الخلافة الراشدة كعهودهم واولي الامر فيها كملوكهم فحز ذلك في نفوسهم قائلين سرا او جهرا كيف يحرم علي رغم قرابته من هذا النعيم الدنيوي الهائل ويفوز به ابوبكر او عمر وغيرهم 0والله ان العاقل ذا القلب السليم لو لم ياته من تاريخ تلك الفترة سوى ان عليا زوج ابنته ام كلثوم لعمر بن الخطاب وفي أي وقت ؟في الوقت الذي كان فيه مغتصبا للخلافة وسالبا لحق علي فيها ومخالف لامر الله ورسوله وهو بين مرتد وفاسق على اقل تقدير كما في نظر الحاقدين المتاخرين اصلحهم الله 0
نعم لو لم يكن الا هذا الحدث الهام ودلالته الاهم ويضاف اليه تسمية علي لاولاده باسماء احبابه واصحابه حيث سمى احدهم – ابو بكر –لاحظ وركز على اللقب المشهور فلم يسمه عبد الله مثلا كون اسم ابي بكر عبد الله 0
وسمى الاخر عمر واخر عثمان –انظر شرح ابن ابي الحديد لنهج البلاغة –وغيره ,كذلك زين العابدين سمى ولده عمر –مجموعة التاريخ الاسلامي للدكتور احمد شلبي هذه دلائل وان كانت بسيطة الا انها عميقة الدلالة في ان علي واولاده في واد وعقائد الشيعة في واد اخر تماما كما ان سيدنا عيسى في واد ومدعي اتباعه في واد اخر وسوف يتبرا في الحالين الذين اتبعوا من الذين اتبعوا بعد قليل 0
وان تعجب فالعجب اليوم لو فتشت في طول البلاد وعرضها من التي تدعي التشيع واتباع علي وذريته فلن تجد من سمى ابناءه باسماء اؤلك الصحب العظام فضلا عن ان تجد من زوج ابنته بنته لشخص محب للصحابة وال البيت معا خاصة ان كان اسمه بالصدفة عمر او عثمان !!
ولنعد لما كنا فيه أي فتن يرحمه الله يقصد ؟؟
هو لم يذكر لكني لكثرة ما قرات لهم كما ذكرت علمت انه يقصد حروب الردة الشهورة ولا بد انه يعني بالدماء التي اريقت دماءهم وكذا اموالهم , كما يعني بالحدود التي عطلت عدم تطبيق الحد على خالد ابن الوليد لقتله لمالك ابن نويره المسلم المزعوم وزواجه من امراته فيما بعد ؟!!!
قلت في البداية للاسف والان اقول للاسف الشديد لانني لم يخطر في بالي ان مسلما يؤمن بالله واليوم الاخر يتعاطف الى هذا الحد مع الرتدين المحاولين لولا لطف الله تعالى وارادته في اتمام الدين واظهاره ان يقضوا على هذا الدين في مهده بل لولا توفيق الله تعالى لهذه الامة بتسليم قيادها لصديق الله ورسوله 00
يتبع 00باذن الله

بل لولا توفيق الله تعالى لهذه الامة بتسليم قيادتها لصديق الله ورسوله وما تلا ذلك من اصراره على انفاذ جيش اسامة الذي اعده رسول الله كما تقدم رغم معارضة اكثر الصحابة 000واصراره ايضا على حرب الردة السوداء التي قال الله تعالى فيها قبيل رحيل المصطفى الى الدار الاخرة وعن اصحابها (يتربصون بكم الدوائر )(وقالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا )وعن نظرتهم للزكاة وفي حياة النبي عليه الصلاة والسلام (ومن الاعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم)أي يعتبرونها جزية او اتاوة وينتظرون الفرصة المناسبة للتخلص منها (وممن حولكم من الاعراب منافقون )
هؤلاء هم شاكلة ابن نويرة وهؤلاء هم من يدافع عنهم اليوم بعض الكتاب ,وهؤلاء من يحبهم بعض المؤلفين اصلحهم الله بل ربما يحبهم اكثر من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وسوس لهم الشيطان ان هؤلاء الاعراب المرتدون ربما كانوا شيعة لعلي وفعلوا ذلك بسبب عدم توليه الخلافة !! فسبحان القائل (ولاتتبع الهوى فيضلك )والا اتحداهم ان يثبتوا ان عليا عارض في قتالهم اولا او ان احدا منهم اومن وفودهم قبيل القتال تلفظ مجرد لفظ بشأن الخلافة ومن هو الخليفة!!
ان ما بينه الله تعالى عنهم هو الحق وما بعد ه الا الضلال

فلو سلمنا بصحة بعض الروايات الهابطه التي تقول ان بعضهم عرض ان يبقى على الاسلام النفاقي الذي يستر سوؤته بشرط ان يعفى من الزكاة فحتى هؤلاء قلة وكان المفروض ان يعلموا فيرعووا للحق عندما افهمهم الصحابة ان ذلك غير ممكن لان الزكاة حق فرضه الله لقسم من عباده الفقراء في مال قسم من عباده الاغنياء والزم الحاكم بتحصيل هذا الحق ودفعه لاصحابه كون الاثنين من رعاياه وهو مسؤول عنهم واذا اقتضى الامر ان يستعمل القوة في سبيل ذلك ,تماما كأي دولة معاصرة يمتنع اهلها عن دفع الضرائب ويعلنون العصيان المسلح فانها ستقاتلهم حتى يفيئوا الى الحق والقانون ولم يفعل الصحابة اكثر من ذلك 0
والذي اميل اليه ان سبب الردة يرجع الى شيوخ العشائر التي كان رسول الله يتألفهم حيث جاء بعضهم الى ابي بكر يطالبون بحقهم المعتاد فكتب لهم العطاء فعارضه عمر ورفض اعطائهم ووجهة نظره ان هذا العطاء لحديثي الاسلام على امل ان يتمكن الايمان من قلبه ويستحي من هذا التصنيف بحقه 00 الا ان الاسلام قوي وليس بحاجة لمدارات قد لا تنتهي
وعليه اوحى بعض هؤلاء الكبراء وغيرهم لقبائلهم بمنع الزكاة والاستعداد في نفس الوقت لمحاربة المسلمين 0
ثم تم التنسيق بينهم وبين المتنبئين الكذبة من امثال سجاح والاسود العنسي ومسيلمة الكذاب وطليحة الاسدي وقبائلهم علما ان الاخيرين كانت ردتهم في حياة النبي عليه الصلاة والسلام 0
وتم القضاء على رؤوس الضلال والردة ولكن بعد معارك طاحنة كلفت المسلمين دماء غالية جدا ,ثم عادت قبائلهم الى الاسلام والذي دخل الى القلوب فيما بعد وصار ايمانا بدليل الاندفاع والشجاعة التي تبينت وظهرت فيما بعد من فتوحات الاسلام تلك هي قضية الردة وملابساتها 0
واعود فاقول لولا ان وفق الله الامة على تسليم الصديق العظيم وجرى ما جرى لكنا اليوم نسمع في طيات التاريخ عن شيءكان اسمه الاسلام او حتى 000لا نسمع
وهنا لا يسعني الا ان اقول للمؤلف الذي يقول بسبب عدول الصحابة عن ولي الامر المعصوم وقعت الفتنة 00!
اقول انا لله وانا له لراجعون ثم اساله هذا السؤال :هل عصمة ولي الامر تمنع الفتنة ؟؟
واذا كان ذلك مكم فتنة حدثت بين المسلمين والمسلمين -وليس بين المسلمين والمرتدين -
عندما استلم ولاية الامر المعصوم بحسب رايك ؟؟؟

ثم ما يدريك بانه لو استلم الخلافة بدل الصديق لحدثت فتن ربما تقضي على الاسلا م برمته؟؟خاصة وانه كان صغير السن نسبيا يومذاك واكثر العرب يومئذ لم يتمكن الايمان في قلوبهم لحداثة اسلامهم كما انهم لم ينسوا ثقل سيف علي عليهم وعلى اقربائهم قبل سنوات ولم يتخلوا بعد عن تقاليد الثأروما الى ذلك ولعل هذاهو السبب لكثرة وصية الرسول صلى الله عليه وسلم باهل بيته واقاربه عندما شعر بقرب رحيله لكن ليس على ما يفهم المتشيعون الجدد 000كما سياتي انشاء الله 0
واخيرا نقول :اننا والمؤلف وغيرنا في هذا العصر وما قبله وبعده نحكككككم على امور غائبة عنا جرت في زمن بعيد لها ظروفها الخاصة ووقائعها المتشابكة فنحن وحتى الرواة الذين جاؤا في عصور التدوين بعد ذلك بقرون يجب علينا_--اذا نشدنا الحق –ان نعلم هذه الحقيقة وهي ان الصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين لو لم يضطروا الى درجة ان الامر اصبح مسالة حياة او موت ومسالة كفر وايمان لم يكونوا ليجمعوا على خوض اعتى حرب عرفها تاريخهم 00 وبالتالي فهم وبحسب معايشتهم للامور وتعاملهم معها بشكل مباشر اعلم منا ومن رواتنا بماهية تلك الامور وحقيقتها 000 واعلم منا بالردة او عدم الردة واعلم منا باسلام ابن نويره او ردته 00واعلم منا بحدود الله واحكامه 00 واشد منا حرصا على تطبيق شرع الله بشهادة الله لهم في كتابه الكريم 0
ولكن نحتاج في ادراك هذه الامور الى التجرد لطلب الحق لذات الحق اذ ليس بعد الحق الا الضلال 0
اما اعتراضهم على عدم تطبيق الحد على خالد بسبب قتله لمالك ابن نويره للاشتباه بعدم ردته 00 فعليهم ان يعترضوا قبل ذلك على رسول الله حينما قتل خالد نفسه جماعة بعد الفتح بقليل وثبت انهم مسلمون فلما علم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال –اللهم اني ابرأاليك مما صنع خالد ثم لم يزد ان حقق مع خالد الذي قال يا رسول الله اانهم لم يقولوا اسلمنا وانما قالوا صبأنا صبأنا فظننت انهم يستهزؤن بالاسلام كما في الجاهلية فقبل منه ذلك النبي عليه الصلاة والسلام ثم بعث عليا لاعطائهم الدية 00والاهم من ذلك انه لم يعزل خالد عن قيادة الجيش فضلا عن اقامة الحد عليه ! ولم يفعل الصديق غير ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
اما عن زواجه من ارملة مالك فيما بعد فقد شنع عليه انصار المرتدين الجدد قائلين كيف لم ينتظر انتهاء العده
والحق ان هذه الفرية غير صحيحة فروايات تقول انه لم يتزوجها اصلا وروايات تقول انه تزوجها بعد انتهاء العده انظر تاريخ الطبري ج 2 \503 وغيره
تم بحمد الله هذا الفصل والى
اكمال الدين واتمام النعمة وتحقيق الوعد في الموضوع القادم باذن الله تعالى