ذات مساء ..جلست ُ أمام نافذة غرفتي
وبيدي فنجان من القهوة .. وكنت ُ أراقب لحظات شروق الشمس
وهي ترسم خيوطها الذهبية .. بشعاعها الجميل
...
وفجأة .. وإذا بحادث سير مروِّع .. وتجمع كبير من المارين حوله ..
كانت الأمطار غزيرة جدا ً .. مما أدى الى وقوع الحادث
...
نعم ..كانت الثلوج تعم المكان .. فلم أرى إشراقة الشمس منذ زمن بعيد ..
كل شيء متعطل ومتوقف بسبب الثلوج ..
كنت أنظرمن النافذة .. فلا أرى شيء
فلا أرض ولا سماء ..
فالضباب ملأ الفضاء ..
وحجب الرؤية ..
...سمعت ُ صوتا ً يشبه صوت الرعد .. كان قويا ً جدا ً ..
ربما كان هناك صاعقة قوية ..
كانت بداية العاصفة ..
رياح قوية
امطار غزيرة
رعد وبرق
ثلوج
ضباب
لا ماء .. لا كهرباء .. لا طعام .. لا شيء
سوى صراخ وبكاء الأطفال المستمر
وبدأت العاصفة .. كانت البيوت تشتعل وتهدَّم
على رؤوس ساكنيها
ماذا علي َّ أن أفعل ؟! لم أستطع فعل أي شيء
لقد سويَّت البيوت بالأرض وأصبحت ركام
أين هم ؟!
لقد كانوا هنا ..
وكان فعل ماضي ..
والماضي لم يعد ..
والحاضر مؤلم ..
والمستقبل مجهول ..
وقفت ُ مدهوشة من هول المنظر
رأيت ُ أطفالا ً ورجالا ً ونساءا ً قد لقوا حتفهم
وآخرون مصابون
والبعض يستنجد ويصرخ
ولكن ..!!!
لا أحد يستطيع أن يصل للمكان
بسبب الثلوج والأمطار الغزيرة
...
حالة جوية سيئة لم يسبق لها مثيل ..!
لم يتمكن من الوصول الى المنطقة سوى أناس قليلون
لمحتهم من بعيد
كانوا يحملون بأيديهم أشياء لم أدري ما هي
وعندما اقتربوا قليلا بدأت أدرك أنها كاميرات ٌ للتصوير
نعم .. كانوا يصورون اللقطات وكم هي مؤثرة وحزينة
ليروها للعالم وكأنها رسائل أن خذوا حذركم واستعدوا
لحالات جوية سيئة قادمة على المنطقة بأكملها
كما أخبرت وأفادت بها مصادر الأرصاد الجوية
...
تركتهم في المكان وعدت ُوقلبي يعتصر ألما ً
عدتُ أنتظر شروق الشمس
والتي طالما انتظرته
وكلي أمل بالله .. بأنها ستشرق يوما ً
وستذيب بحرارتها كل الثلوج ويختفي صوت الرعد
لينام الأطفال بهدوء وأمان ..
ستشرق الشمس حتما ً
وستملأ الأرض ضياءا ً ونورا ً
الى ذلك اليوم الموعود ..والذي أسأل الله أن يكون قريبا ً
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم أختكم ((* زهراء *))
خاطرة خيالية مليئة بالتناقضات .. لكنها تحكي الواقع