امراء الحرب في سورية والغرب

امراء الحرب الاسلاميين وتعاونهم مع الغرب
اهم الاشكاليات التي واجهت عموم الناس في نهاية القرن الماضي وبداية هذا القرن هي تحديد هوية ومنهج الجهاديين في العالم الاسلامي وباتوا اشبه بلغز حير العقلاء قبل عامة الناس ونحاول في هذه الدراسة العامة تسليط بعض الضوء على سلوكيات هذه التنظيمات ووضع اشارات استفهام لنترك للقارئ استنتاج واستنباط توجه هذه الفئة التي تحمل راية الجهاد وتدعي قيادته
نعود الى البداية وتحديدا في بلاد القوقاز حيث تم تصنيع هؤلاء وتدريبهم وتنشئتهم وذلك في مرحلة قمة التناحر والعداوة – ظاهريا- بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية ، حيث تم اعطاء الاوامر للدول الاسلامية بالتخلص من كل من لديه روح الجهاد والعداوة لليهود والصليبين بفتح مجال الجهاد في افغانستان وفي الشيشان وذلك لان الملحدين هناك يرتكبون افظع المجازر بحق المسلمين ووجب نصرتهم ، فلبت الدول الاسلامية الطلب وبدات حملات الدعوة للجهاد والحديث عنه تتعالى وتتصاعد في الاعلام والخطب الدينية والدروس والندوات ووقع شباب المسلمين المتدين في كل اصقاع الارض في الفخ فسارعوا بالالتحاق الى معسكرات تشرف عليها المخابرات الامريكية وتمول تسليحها وتدريبها دول النفط العربي ولكي يتم الامر و كانه تطوع شعبي كانت الدعوات لمساعدة هؤلاء المجاهدين ومد يد العون لهم و تجبى التبرعات وحتى الزكاة التي هي حق الفقير تحولت الى صناديق دعم للمجاهدين
وبعد ان تمت المهمة ولااشك ان نهايتها كانت مدروسة ومتفق عليها بين الروس والامريكان ولااظن ان قوة بسيطة بسلاح بسيط تستطيع ان تنهي حربا مع قوة عالمية هي الثانية تمتلك من السلاح ما تستطيع محو الارض كلها فضلا عن التي يتواجد بها المجاهد ولانشك بقدرة الله تعالى ولكن الله تعالى لديه قوانين ونواميس تتم وتسير الامور وفقها ونقول لمن يصر على ان الانتصار كان نتيجة بطولة وتخطيط المجاهدين اين هذا التخطيط والتدبير في كل المراحل التالية؟؟ اعتبار من الشيشان الملحدة والمحتلة من قبل قوة الالحاد نفسها والتي لاتزال حتى يومنا هذا رغم كل النفير للمجاهدين على مدى عقود الى اعلان الحرب على الصليب واهله فحين اصبحت المواجهة مع امريكا نجدهم لم يحققوا أي نصر رغم ان اعدادهم وفئاتهم وتواجدهم اصبح اكثر واكبر بمئات المرات عما كانوا عليه ، ففي نفس البلد الذي انتصروا به اقصد افغانستان منيوا بهزيمة نكراء خلال ساعات في مواجهة الصليبين ، وبعدها العراق وما تواجد في العراق من المجاهدين اضعافا كثيرة عن اولئك في افغانستان ولم نجد لهم ذكرا ولافعلا ، وبعدها في ليبيا ولولا تدخل الصليبيين لقتل القذافي كل من يقول لا في وجهه وبعدها في مالي والكل يعلم كيف انتهت لعبتهم هناك والان في سورية ومصر ، ففي مصر يعدون العدة لتنفيذ الاجندة الصليبية باعطاء اقبح الصور للمسلم بقتله المدنيين بالتفجير والتفخيخ لتشتعل نارا الله اعلم متى تنطفئ ولاشك انها ستحرق مصر كلها ، اما في سورية يجب ان نتوقف كثيرا كوننا من اهلها وعاينا كثير من مجريات الاحداث راى العين
فكر القاعدة محارب كما هو معلوم من قبل كل الانظمة العربية والعالمية فما بالك بنظام دكتاتوريا كنظام الاسد الذي يحصي على مواطنيه انفاسهم ويتدخل في اخص خصوصياتهم ؟؟!
لاشك ان تواجد مثل هذا الفكر في دولة سيدها هذا النظام الفاشي سيكون شبه معدوم ، فالذي يصلي ويتردد على المسجد يطلب للامن مرات ومرات فما بالك بمن يكفر الحكام ويدعوا الى اسقاطهم بالقوة والسلاح ؟!
وفجاة وبين ليلة وضحاها ظهرت مجاميع مسلحة تحمل راية الاسلام والدولة الاسلامية فتشكلت الوية وكتائب ، وكما هو معروف ان سورية بلد اسلامي ونتيجة الاحتقان وضغط الحكومة على كل ماهو اسلامي تولدت الحاجة للتخلص منه باي ثمن وباي وسيلة عند كل مسلم يهتم بدينه اقل اهتمام ووالغالبية العظمى من هؤلاء لانشك بانهم يجاهدون باخلاص ولامارب اخرى عندهم
وجاء امراء الحرب من خارج الحدود ولخبرتهم في الحرب ابلوا بلاء حسنا بما يمتلكون من سلاح في مواجهة النظام فالتحق بهم اكثر مجاهدي سورية الذين لو جلست معهم بلحظات طبيعية وناقشتهم بفكر القاعدة ستجد انهم لايعرفون عنه أي شيء وربما يتبرأون منه لان السلفية بحد ذاتها مرفوضة حتى داخل نطاق التدين والمتدينين في سورية ولكن طالما الهدف هو القضاء على نظام الاسد كان هذا التعاون وكون هؤلاء المهاجرون يتسمون بالتدين والعلم الشرعي كانت لهم القيادة في اكثر المعارك التي يتواجدون بها وهنا نبدأ بالاسئلة التي تخص سورية ومن ثم بعض الاسئلة العامة عن مسار هؤلاء
نلاحظ توجيه الامراء نظر المجاهدين الى الغنائم فاصبحت هدفا وغاية بحد ذاتها فتوجهت ارتالهم الى مناطق الغنائم واكثرها اقل حماية وضعفا عند النظام وان دققت بسير المعارك تجد ان النظام سرعان ما يتحرك ويترك الغنائم لقمة سائغة للمهاجمين بالرغم من قدرته الكاملة على ردعهم وحتى مابعد استيلائهم وسيطرتهم على المكان تجد النظام الذي يمتلك الطائرات والصواريخ الكافية لتدمير هؤلاء لايقوم باي عمل عسكري للاستيلاء او قتل المهاجمين وهذه الامور واضحة للعيان وضوح الشمس في المناطق الشرقية من سورية فاصبحت الفصائل التي تحمل راية الاسلام هي من يسرق قوت الشعب وممتلكاته لحسابها الشخصي وتركوا الجهاد والقتال واصبحوا حراسا لغنائمهم التي في غالبيتها اصبحت شخصية
تجد الفصائل الاسلامية تنهب وتبيع النفط والاليات التي استحوذت عليها وتشتري في حين على بعد كيلومترات قليلة تدور معارك ضارية بين بعض المخلصين وبين النظام ولاتجد أي عون من هؤلاء لابعدة ولا عتاد بل سمعنا من بعض من قاتل هناك انهم يرفضون حتى اعطائهم بعض الرصاصات التي تمكنهم من الاستمرار في المعركة
حين تحرر بلدة من النظام مالذي يجعلك تقيم فيها وتترك قتال النظام ؟؟ والكل يعلم انك عاجز عن ادارة هذه البلدة ولايمكنك تقديم الخدمات وتوفير حتى ضروريات العيش لها لان النظام قائم في البلدات المجاورة على بعد مئات الامتار من تواجدك فلماذا توقفت ولم تتابع التحرير ؟؟ الجواب بات واضحا لان البلدة التالية لايوجد فيها غنائم تستحق التضحيات والمغامرة!!
وان نحن نظرنا الى السياسة العامة للامراء نجد انهم يحاولون بكل السبل تشويه الثورة السورية وتصويرها بانها تنظيم القاعدة الافغاني وان كل الثورة ماهي الا طالبان ولايوجد غيرهم
فان نحن علمنا موقف الغرب عموما والانظمة العربية خصوصا من هذا التنظيم ومن فكره فهل تصريحاتكم هذه تساعد الثورة السورية ام تقضي عليها؟؟
فحين يجتمع العالم لمحاولة مساعدة الثوار ومد يد العون لهم في نفس يوم الاجتماع يظهر علينا تصريح لامير باعلان انظمام الثورة السورية للقاعدة وتقديم الولاء والطاعة لها
وحين تجتمع تحت الضغط الشعبي لدول المنطقه من يقرر مد يد العوون والسلاح للثوار يخرج امير اخر ليعلن عن ولادة دولة الشام والعراق الاسلامية!!
الف اشارة تعجب لمن يلبس الثورة السورية ثوب امارتهم في العراق رغم فشلهم الذريع هناك وتاريخهم الذي لم يقبل به عراقي واحد والذي اساء للشعب العراقي وانهى ثورته ضد الامريكان وحول مسار مقاومة الامريكان الى حرب بين العراقيين
لماذا ابقيتم على الاوراق التي تثبت جنسية المجاهد المهاجر في جيبه ؟ بل اكثر من ذلك نشركم للعالم هذه الوثائق ان هو استشهد على ارض المعركة بالرغم من يقيننا ان هذا المجاهد الذي ترك اهله وبيته وربما عيش الرغيد وجاء الى ارض الجهاد انما كان يبتغي وجه الله تعالى ورضاه فاي خير تقدموه له وللثورة السورية باعلانكم هذا سوى تاكيد مقولات النظام بتخويفه للغرب من انه يقاتل ارهابيين اتون من بلادهم وبلاد اخرى نيابة عنهم وان لامشكله بينه وبين الشعب السوري؟
لقد روى لنا بعض من ذهب ليجاهد في العراق ابان العدوان الامريكي ان السلطه هناك اخذت جوازات سفرهم وكل ما يدل على شخصيتهم خشية ان يقع حيا او ميتا بيد الامريكان ويمتلكون الدليل الذي يبررون حربهم بانها ضد الارهاب والارهابيين وليس لاحتلال العراق
ختاما ولاادري ان احطت بمايدور بالاذهان من تساؤلات وهذا ما يحضرني و لااريد من احد ان يفهم كلامي هذا انني ضد الجهاد في سبيل الله او انني ضد المجاهدين السوريون منهم او المهاجرون بل على العكس تماما فانا ممن يدافع عنهم منذ سنوات طوال ولااجد في هذه الدنيا من هو اعظم منهم بل كلامي الى بعض الامراء ممن اساء لهم بتصرفاته سواء كانت هذه التصرفات مقصودة ام لا ومن خلال تتبعي للاحداث ومراقبة مايجري اجزم ان هناك من يقدم الخدمات للغرب الصليبي الذي يدعي محاربته وان هناك يدا خفية تعمل على توجيه هذا الشباب المجاهد ليخدم الغرب في اهدافه بمحاربة الاسلام والمسلمين وذلك لاستمرار وتكرار الاخطاء نفسها منذ ان تبنت احداث سبتمر وخطف الطائرات وهي لاتعلم عنها أي شيء وان علمت فبالاتفاق مع الصهاينة والمخابرات الامريكية وقد ناقشنا هذه الاحداث وتتبعنا مسيرتها قبل سنوات وهناك من قدم الادلة المادية والعلمية الكثيرة على عدم علم وتنفيذ القاعدة لهذه المسرحية الهزلية ولعل الايام ستثبت ان ماذهبنا اليه هو الحق وهاهي التحقيقات حولها تعود من جديد

» هل كسبت اسرائيل الحرب في غزة
» السادات : رجل الحرب والسلام
» أهداف نتن ياهو من الحرب على غزة !!
» صناعة الحرب .. صناعة الموت بإمتياز..!!
» بني سورية