مصر والاخوان والدمار

مصر والاخوان والدمار
عندما قامت الثورة في مصر لايشك عاقل بانها بايعاز صهيوامريكي ، وحينما قرر الجيش عدم التدخل ايضا بايعاز امريكي ، وحين سمح للاخوان بالوصول للسلطة ايضا بايعاز امريكي ، والسؤال لماذا يفعلون ذلك او بمعنى ادق ما مصلحتهم – وهم اهل المصالح – بفعل ذلك ؟
الجواب ياتي من سياق الاحداث التي مرت ولاتزال تداعياتها مستمرة على الشعب المصري عموما وعلى الاسلام والمسلمين بوجه الخصوص ، فقادة العسكر الذين رفضوا التدخل هم انفسهم من اجهض اول تجربة للديمقراطية والحكم المدني في مصر وانقلبوا على الدكتور مرسي والان يحاكموه !
العسكر انفسهم من سلط سلاحه نحو الشعب يقتل دون أي رادع او محاسبة من احد وهو نفسه الذي رفض ان يفعل ذلك فياخر ايام مبارك وحين ثار الشعب عليه!!
ان السبب المباشر لذلك هو اضعاف الدولة المصرية التي تجاور اسرائيل بكل وسيلة ممكنة ومحاولة تفتيتها واشغالها بالداخل لعقود من الزمن بعيدا عن أي تفكير بأذية اسرائيل او مساندة من يؤذيها من حماس وغيرها
والسبب الغير مباشر هو القضاء على الاسلام العدو اللدود للغرب الصليبي عموما ولليهود معه ، بالاخص ان هذا العدو اقصد الاسلام بدأ يتنامى في المنطقة بشكل ملحوظ ومخيف للكيان الصهيوني ، وان تم الامر بحكم مصر للاسلاميين فلاشك انهم سيواجهون عدوا لاقبل لهم به ومن المحتمل ان يقضي على دويلتهم باسرع مما يتصور ويفكر به الغرب والصهاينة في العالم ، وتم ذلك بمسرحية نجاح التيار الاسلامي بالوصول للسلطة الخاوية من كل مقومات الدولة ، فلا اقتصاد ولا اموال للاستثمار والتطوير وعموم الشعب الذي ضاعت كل مكتسباته وامواله في جيوب المرتزقة طوال عقود حكم مبارك لمصر وحتى ما كان ممكنا الاتكاء عليه من القليل الموجود جاءت الاوامر لاصحابه بالانسحاب ،بل بمحاربة أي مشروع تنموي يقوم به الحكم الاسلامي
ان الخطأ الاساسي من وجهة نظري بحكم مرسي هو ابقاءه على جماعة مبارك واتباعه ومؤيديه في مناصبهم بكافة ميادين الدولة العسكري منها والمدني ولو انه استعمل الدكتاتورية والسلاح بوجههم لعام واحد وابعدهم عن الساحة المصرية لاستتب الامر له لسنين طويلة ولكن قدر الله وماشاء فعل
ومايهمنا اليوم هو مستقبل مصر ، وهو ذو اتجاهين الاول اعادة الحكم لاتباع الصهيونية العالمية يمثلها تيار السيسي ، والسماح لهم دون أي اعتراض بفعل مايشاؤون من اضطهاد وقتل وتعذيب وسجن وابعاد لكل تيار اسلامي وباي صبغة يكون عن الحياة السياسية في مصر وممارسة كل اشكال الترهيب بحقهم ، والثاني ان يسلكوا – وهم سالكون – مسلك الثورة السورية المسلحة والذي لابد منه باسرع وقت ممكن والاستفادة من اخطاء ثوار سورية قدر الامكان
الموت والعذاب والاعتقال والاضطهاد قادم لامحالة لكل اسلامي حتى ولو لم يكن اخواني وليس له علاقة بالسياسة ، وقبل ان يتم التخلص من مئات الالاف من الشباب بين قتل واعتقال فليبدأوا بما تأخر عنه ثوار سورية ، ففي سسورية بقيت المظاهرات لاشهر سلمية دون سكين او عصى يدافع بها الشباب عن انفسهم ليثبتوا للعالم انهم مسالمين ولاعلاقة لهم بالارهاب عسى ان يقدم لهم العالم الدعم بالخلاص من هذا النظام ، وخذلهم العالم اجمع وحين وصلوا لمرحلة اتباع حق الدفاع عن النفس كان خيرة الشباب والذين تعدى عددهم مئات الالاف بين شهيد ومعتقل ، ولو ان هذه المئات الالاف من الشباب منذ البداية كانت تحمل السلاح الذي تمنع به اعتداء النظام بكل بساطة عليهم لما حصل ماحصل فيما بعد حين ملأ فراغهم شباب اخر انتهازي تسلق على دمائهم لتصل الثورة الى ما ةصلت اليه
لهذا اقترح على الاخوان ان يعتمدوا حق الدفاع عن النفس ومجابهة قوى الامن بالسلاح وان يقتل منهم نفس مايقتل من الثوار وبالتالي تكون كفة الضحايا متعادلة وبنفس الوقت المحافظة على خيرة الششباب الذي يتحدى الرصاص بصدر عار دون خوف
قد يقول قائل ان هذا سيؤدي لدمار مصر كما دمرت سورية ؟ نقول نعم ان الدمار لابد انه ات طال الوقت ام قصر ، فانت تتظاهر منذ اشهر دون ان يعير العالم المتحضر مظاهراتك أي اهتمام بالرغم من انها وفي كل اسبوع تتجاوز مظاهرات اتباع السيسي التي ايدها وايد مطالبها القاصي والداني
واعداد الشهداء – كما في الثورة السورية- في المظاهرات كل يوم يزداد فلابد ان ياتي اليوم الذي سيدافع المتظاهر عن نفسه لانه سيموت في كلا الحالتين

وفي حال لاتريد الدمار ولا تريد الاستمرار بالثورة فعليك من الان ولتجنب الشباب مزيدا من القتل والاعتقال ان تذهب للخيار الاول وترضى بما قدر عليك من استيلاء السيسي على السلطة والرضى بالواقع مع العمل على انشاء حزب لايحمل أي صبغة دينية والعمل على نشره وتواجده وابعاد من عرف انه من الاخوان عن هذا الحزب وسيعود الامر لكم بعد سنوات بانتخابات حرة ونزيهة