أولاً: لانقر التجربة الطالبانية بل ونعمل على أن لاتتكرر في أي زمان ومكان ، ونعمل على اجتثاث هذاالفكر الطالباني المريض بمجرد أن يطل برأسه لما عرفناه من تعارض ذلك النموذج مع الفطرة السليمة ، وأبسط الحقوق الإنسانية .
ثانياً :إن التيارات الدينية المتطرفة يؤخذعليها رفضها بل وإقصائها ومصادرتها للإبداع والفكر والبحث الأكاديمي ورفضها لكثير من مستجدات الحياة المعاصرة ، وفرضها الوصاية والحجر على الرأي وحتى على العقول والضمائر وهذا الفكر الأحادي والنزعة التحريمية التي تصبح تكفيرية أحياناً تشكل أكبر عائق في سبيل نهضة الأمة من كبوتها وتصحيح مسيرتها التنموية.
ثالثاً : إثارة التعصب المذهبي وغرس بذور الفتن الطائفية هما من أشد الأمور خطورة ويجب العمل على وأد تلك الفتنة في مهدها بالحوار والتفاهم والتعاون ونبذ الكراهية والإجبار وتأجيج الضغائن.
رابعاً: ما جرى في الجزائر وأفغانستان يجب ألا يتكرر وتلك مهمة أخرى ملقاة على عاتق الدعاة والمثقفين والمسؤولين للقيام بواجبهم في إصلاح التعليم والتوجيه الديني وإبراز جوانب الحوار والتعايش في كل ثقافة يتلقاها طالب العلم ، واتباع النهج المحمدي في وسائل الدعوة المتسم بالحلم والإغضاء والتعليم والتأديب (( فبمارحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفرلهم وشاورهم في الأمر))
وقد سجل التاريخ لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم تفاهم وتعاون حتى مع ملك الحبشة النجاشي رغم أنه لم يصل ولم يصم ولم يهاجر إلى رسول الله قال الله تعالى(( والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا)) ويوم توفي النجاشي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم إماماً بالمسلمين كما أخرج ذلك الإمام البخاري في الصحيح .
وسجل له صلى الله عليه وسلم ود وتراحم مع نصارى نجران على نصرانيتهم ومع مقوقس مصر على قبطيته ، ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي.
إن عقدة احتواء الناس بالجبر والإكراه وقضم أفكارهم وآرائهم بالقوة لم يكن أبداً في منهج النبي صلى الله عليه وسلم ، وعاش ومات وهو مكلل بشرف قول الله عزوجل((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))
وإن علينا أن نعود جميعاً رعاة ورعية إلى تربية القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ومنهاجهما السماوي لإعداد أجيال الدعاة فنكشف عما فيهما من محبة وخير وتسامح ونور وإخاء ورحمة .
وقبل أن نسعى إلى ردم الهوة السحيقة التي تفصلنا عن الغرب من خلال مد الجسور الثقافية بيننا فإن علينا أن نبدأ بردم الفجوات الداخلية التي تفصلنا عن بعض وذلك بالعمل على إصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر مما يدعم توحيد صفوفنا ويقوي وسائل وأدوات نشر رسالتنا ، ويمنحنا المناعة ويمكننا من التصدي لحملات الغزو الفكري والتغريب .
أما الاستمرار في إثارة فتن ومعارك جانبية فإنه لايحقق لرسالتنا الانتشار ، ويحرمنا من اتخاذ أسباب القوة ، ويعطل مشاريعنا التنموية وفي مقدمتها الصحة والتعليم والاقتصاد...نحو الرخاء وتحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية ، كما وأن تلك المنازعات تشغلنا وتستهلك وقتنا وتشل من قدرتنا على التأثير وتنمي الكراهية والحقد والبغضاء في النفوس.
ويجب أن يعمل الجميع على إيجاد نقاط التقاء تجمع المتشددين والليبراليين الإسلاميين على الثوابت المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله ، مع تأكيدنا على أنه لايمكن لفكر واحد أن يسود وينفرد بالرأي العام واتجاهاته ،إذلابد من التسامح تجاه تعددية الآراء والاختلاف رحمة ، وتلك حقيقة لاينكرها إلا مكابر متعصب لرأيه وقد توصل لها الإنسان منذ أمد بعيد، فلم الإصرار على إقصاء الآخر وتهميشه والحجر على آرائه ، كما أننا يجب أن نتوقف عن إساءة الظن بالآخر ، وأن نتوسم في الناس الخير والصلاح وألا نلاحقهم ونفرض الوصاية والحجر على تفكيرهم وتصرفاتهم ونتدخل حتى في صميم حرياتهم الشخصية ، وأن لا نحول بينهم وبين اختياراتهم من خلال التشكيك والاتهام تارة والقذف بالتكفير تارة أخرى وتلك أمور لاتزيد الناس إلا نفوراً من الدين ،و ماتلك بأساليب دعوة ونصح وإرشاد.
إن علينا أن نغرس المحبة والتسامح وقبول الآخر في نفوس أطفالنا ، وأن نعمل سوياً على منح المرأة حقوقها الأساسية ، وأن نؤصل ثقافة العمل والإنتاج في نفوس شبابنا ، وأن نرسخ ثقافة الاعتدال والتسامح في كل جوانب حياتنا ونعمل من أجلها .
يجب أن نعلم أن هناك ثوابت دينية لا نحيد عنها ، وأن هناك قيماً غربية ننبذها ولانقبلها ،
ولكن أيضاً يجب أن نعترف أن هناك قيماً عالمية إنسانية نحتاجها ويجب ترسيخها وفي طليعتها الاعتدال والتسامح ونبذ الغلو والتطرف ، وتلك مطالب لكل إنسان سوي على هذه البسيطة.
علينا أن نحارب الراديكالية والتطرف وقد آن الآوان أن يعلو صوت المفكرين الإسلاميين الليبراليين (المعتدلين)للدفاع عن حرية الفكر والمطالبة بمجتمع إسلامي إنساني ولنقل العالم الإسلامي إلى العالم الحديث ، والعمل على أن يشكل المسلمون حلقة من حلقات مجتمع عصري مرتفع فوق ضجيج التطرف وعبودية الفكر الأحادي ، عالم تسوده القيم الفاضلة والأخلاق النبيلة ولايتحقق ذلك إلا بالعودة إلى جوهر الإسلام الأصيل والنهل من منابعه الصافية .
انتهى منقوووول
واالله ماني فاهم شي
بسمع بالليبرالية وشفت الموضوع نسختو بلكي بيفيد حدا
ساندي بيل
ترن