مابعد الثورة السورية ؟

مابعد الثورة السورية
صورة سوداء الملامح حالكة الظلام تلوح بالافق تحمل في طياتها شلالات دماء تفوق كثيرا تلك التي جرت في ليبيا الثورة قد يقول قائل هذا تشاؤم لامبرر له فسورية ليست ليبيا اقول
ان اكثر الكتائب فاعلية في ساحات المواجهة اليوم مع جيش النظام تلك التي تنتمي لتيارات اسلامية متشددة لابعد الحدود والتي ترفض الاخر مهما كان هذا الاخر لمجرد مخالفتها الفكر والاسلوب والرؤية والسلوك ولعل جبهة النصرة هي الاكثر صيتا وسمعة في هذه الايام
وهي اليوم وان بدت انها منضوية تحت اسم الجيش الحر غير انها منفصلة تماما عنه ولاتاتمر بامرته ولاتنفذ اوامره فلها اميرها الذي يحدد اهدافها وتحركاتها وحتى علم الثورة لاتعترف به ولاترفعه في ميادينها وسبب انتمائها بالاسم للجيش الحر هو الحصول منه على الدعم بالمال والسلاح وبعض الرجال لمؤازرتها ومه ذلك فهي في بحث مستمر على مصدر اخر للتمويل واهمها مايسمونه الغنائم فهي تستبيح الاستيلاء على ممتلكات الدولة بحجة انها ملك النظام ولك في النفط والحبوب خير مثال كذلك الفدية للاشخاص الذين يقبضون عليهم سواء من الشبيحة او رجالات النظام
وهذا الفكر السلفي المتطرف ليس هدفه اسقاط النظام وتحرير الشعب السوري من هذا الطاغية ومن ثم ترك اهل سورية يختاروا نظام حكمهم بل هدفهم اقامة الخلافة الاسلامية في بلاد الشام بعد ان فشلت في العراق وفق رؤيتهم للاسلام وخلافته ورؤيتهم للشرع الذي سيحكم
وان تصور الانسان كيف هي سورية والشعب السوري الذي يضم خليطا من القوميات والمعتقدات وونمط العيش فيه كيف سيتعامل معه امير الخلافه ورجالاته؟!!
ففي سورية من يعبد الشيطان والملحد والاسماعيلية والعلوية والمسيحية وغالبية اهل السنه من الصوفيه وكل هؤلاء والذين يشكلون ثلاثة ارباع الشعب السوري كفار في نظر بني سلف يجب ان يستتابوا والا فالسسيف لقطع رقابهم
كذلك الانترنيت والتلفزيون والفضائيات ومدارس البنات والنساء العاملات يمنع منعا باتا لتصل حتى الى المقاهي والمطاعم بل وحتى الحلاقين
لاشك عندي مطلقا بان هؤلاء ان تمكنوا من الحكم سيكونون اسوء بكثير من هذا النظام الذي يحاربونه اليوم والذي يدفع الشعب السوري ثمنه باهضاا في سبيل التحرر منه ومن قمعه ولكم في العراق وخلافتهم فيها والتي حاربها السنة قبل الشيعه نتيجة لافعالهم التي لايقبلها بشر في العصر الحديث خير دليل على فكرتهم بالحكم وطريقته