مايحدث في سورية من وجهة نظر صوفية

مايحدث في سورية من وجهة نظر صوفية
فتنة وابتلاء مختصر لكل الاحداث التي جرت ولاتزال تجري على ارض سورية بكل مافيها من قسوة وظلم وتجبر وقوة ومعانات تعجز الالسنة عن وصفها وتدمي القلوب من التامل بها
منذ الايام الأول للثورة استعمل النظام الدبابات والمدفعية في درعا وريفها ليشمل بعد ذلك باسابيع كل مدن سورية تقريبا ،اراد ان يكرر مافعله الاب في مدينة حماة بان يدمرها فتكون عبرة لكل سورية ولن يحاسبه احد مهما بلغت الضحايا ومهما كانت النتائج فالاب عاش حاكما مرعبا لمدة عشرين عاما تقريبا بعد تدميره لحماة فوق اهلها وشقيقه الذي كان يقود الحملة الوحشية منذ سنوات يعيش في عاصمة حقوق الانسان باريس بملياراته مقاول ومتعهد لديه شركات ومكاتب وحتى قناة تلفزيونية خاصة عدا عن اعمال العصابات التي كان يقودها ولده دريد رفعت الاسد ضمن سورية من تهريب وسلب ونهب على مدار تلك السنوات
ابتلاء من الله تعالى لعباده في سورية ليمحص الخبيث من الطيب ويمتحن المؤمنين وذلك لقوله تعالى ... وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
وهذا ما يعيشه كل سوري خوف يتبعه خوف في الليل والنهار وتعطلت مصالح العباد ودمرت اكثر مصادر رزقهم ليتبع ذلك الجوع الذي عم الارجاء فنتيجة نقص الاموال جاء الجوع ونقص الثمرات الموجودة امام اعينهم واستحالة امتلاك قيمتها ليذكر المولى سبحانه وتعالى بالصبر على الشدائد الصبر عن المحرمات ولك البشرى من الله تعالى
وبالتدقيق في مجريات الامور وعلى حد علمي ومارايته وسمعته على الاقل في الجزيرة السورية تجد ان الصوفية هم الشريحة الاكبر واكاد اجزم بانها الوحيدة الملتزمة دينيا والتي تمارس شعائر الدين والتدين في مناطقنا وجاءت الثورة فكما هو عهدهم عبر التاريخ وقف وقفة المتفرج لم يشارك حتى بكلمة تعبر عن انكاره لاكبر منكر يحصل امام ناظريه من قتل النفس التي حرم الله تعالى الا بالحق فوقفوا على الحياد وبعضهم جاهر بوقوفه الى جانب الظالم وتبرير ظلمه بل وايجاد الاعذار له مثل شيخ الصوفيه في دمش الدكتور سعيد البوطي واحمد حسون
ولناتي لهذه الاية الكريمة التي جعلوها عذرا لهم ولناخذها في سياقها مع ما يسبقها ويليها لتكتمل الصورة التي وردت بها يقول الحق سبحانه
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
فالامر يتعلق بقتال بين الحق والباطل وشهداء سقطوا في سبيل الله تعالى يعاني اهل الحق مايعانون من ابتلاء نتيجة كثرة الباطل وحصاره وتفوقه وبشر الصابرين الذي يقاتلون واهلهم ومؤيديهم وان هم مروا بمصيبة والموت اكبرها قالوا انا لله احياء واليه نرجع امواتا ، ايمان يفوق الجبال رسوخا لم يثنيهم عن عزمهم كل ابتلاء فانزل الله تعالى عليهم رحمته فهم من هدى قلوبهم الى الحق دون غيرهم فما بدلوا تبديلا وصدقوا ماعاهدوا الله تعالى عليه فصلى عليهم وملائكته ولهم البشرى في اليحاة الدنيا وفي الاخرة هؤلاء هم اهل الابتلاء واصحابه واهل الامتحان واهله اما من خذلهم فينطبق عليه قوله تعالى
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
وقد مرت سورية – ولاتزال - بمواقف كانت بحاجة لكل شخص من اهلها والدولة رفعت يدها عن اغلب المناطق سواء بالخدمات العامة او بالامن وحفظه ومدت يد العون والحفظ لكل صاحب نفس خبيثة من لصوص ومجرمين وتجار المخدرات والدخان ليشكلوا كتائب نسبوها للجيش الحر للاساءة اليه اولا والاساءة لكل مواطن
وكانت مناطق كثيرة تحتاج ان يتحرك العقلاء والصادقين من اهلها للمساعدة في تقديم يد العون للاهالي من ايواء واغاثة ونجدة ومساعدات وخدمات طبية وتبرعات فانضم كثير من الشباب المسلم وغير المسلم متطوعين يعملون ليل نهار تركوا اعمالهم ومدارسهم خدمة للاهالي والنازحين وهؤلاء لايقلون عمن يحمل السلاح جهادا ومجاهدة وللاسف الشديد اكثر ان لم يكن كل المتصوفه وقفوا موقف المتفرج حتى من هذه الاعمال الخيرية خشية من النظام الذي لم يترك هذه الاعمال دون عقاب فاعتقل كثير من هؤلاء الشباب وعذبهم وبعضهم عذب حتى الموت والاكثر خرج بعاهات دائمة وبعضهم لم يخرج حتى اليوم وهذا ما بث الرعب في قلوب المتصوفه فلا تسمع منهم استنكارا بكلمه لكل الذي يحصل ولا تجدهم في مواقف مطلوبه من اي مسلم فضلا عمن يمثل الاسلام
وان ناقشت احدهم اجابك بان مايجري في بلدنا فتنة والقاعد فيها خير من القائم ولايجوز المشاركة بما يجري وان طال النقاش عاد بك للبداية محرما على من ثار ان يثور في وجه الحاكم لورود احاديث كثيرة تنهي عن الخروج على الحاكم بالاخص في حال عدم القدرة ضاربا بعرض الحائط ما يناقض هذا من ايات واحاديث تحث على قول كللمة الحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولاادري ماهو المنكر ان كان تدمير وقصف المدن بكل انواع السلاح ليس منكرا ولاادري ماهو المنكر ان كان قتل مئات الالاف وتدمير بيوتهم وتهجيرهم من قراهم وحرق محاصيلهم وتدمير مصدر قوتهم وعملهم ورزقهم ليس بمنكر؟!!!!
نسال الله تعالى ان يهدينا الى صراطه المستقيم ويلهمنا ما يحب ويرضى من القول والعمل ويفرج بقدرته ماحل بنا انه قوي عزيز والحمد لله رب العالمين

» الموضوع من وجهة نظر اخرى
» بني سورية
» سورية ياحبيبتي
» تدمير سورية
» ** لا تحزني يا سورية **