انه الله

السلام عليكم........

من أعجب
الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه …
و أن تسمع
داعيه ثم تتأخر عن الإجابة …
وأن تعرف قدر
الربح في معاملته ثم تعامل غيره …
و أن تعرف
قدر غضبه ثم تتعرض له…
وأن تذوق ألم الوحشة في
معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته …
وأن تذوق
عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث
عنه …
ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره
ومناجاته …
وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب
بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه
والإنابة إليه …



وأعجب من هذا
علمك أنك لا بد لك منه …… وأنك أحوج شيء إليه
وأنت معرض …… وفيما يبعدك عنه راغب ……



كيف تعرف ربك
؟؟



*من لم يعرف
نفسه كيف يعرف خالقه ؟



فاعلم أن
الله تعالى خلق في صدرك بيتاً وهو القلب ،
ووضع في صدرك عرشاً لمعرفته يستوي عليه المثل
الأعلى ، فهو مستو على عرشه بذاته بائن من
خلقه .



والمثل
الأعلى من معرفته ومحبته وتوحيده مستو على
سرير القلب ، وعلى السرير بساط من الرضا ،
ووضع عن يمينه وشماله مرافق شرائعه و أوامره ،
وفتح إليه باباً من جنة رحمته والأنس به
والشوق إلى لقائه ، وأمطره من وابل كلامه ما
أنبت فيه أصناف الرياحين والأشجار المثمرة ؛
من أنواع الطاعات والتهليل والتسبيح
والتحميد والتقديس ، وجعل في وسط البستان
شجرة معرفة ، فهي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
من المحبة و الإنابة والخشية والفرح به
والابتهاج بقربه ، وأجرى إلى تلك الشجرة ما
يسقيها من تدبر كلامه وفهمه والعمل به
وتوحيده ، فهو يستمد من ( شجرة مباركة زيتونة
لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيئ و لو
لم تمسسه نار ) " النور 35 " .





· العارف بالله :

العارف في الأرض ريحانة من رياحين الجنة … إذا شمها المريد اشتاقت نفسه إلى الجنة ….

حب الله :

قلب المحب موضوع بين جلال محبوبه وجماله ، فإذا لا حظ جلاله هابه وعظمه ، وإذا لا حظ جماله
أحبه واشتاق إليه …

· كلمات من نور :

ليس العجب من مملوك يتذلل لله و يتعبد له و
لا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه ،
وإنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه
بصنوف إنعامه ، و يتودد إليه بأنواع إحسانه!


كفى بك عزاً أنك له عبد *** وكفى بك فخراً
أنه لك رب .




من كتاب الفوائد للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى