من السهل أن يتحدث
المرء بما يريد ، بل لن يجد الإنسان أي صعوبة
في نشر الاتهامات
وتوزيع الألقاب على الآخرين ، وكذلك من السهل
تغيير الحقائق وقلب
الأمور بحيث يصبح الصادق كاذباً ، والكاذب
صادقاً ، والأمين
خائناً ، والخائن أميناً ، وتغيير الحقائق سياسة جديدة...!!
بعض الناس لا يفقهون معنى الحلم ويظنون أن
السكوت لمرات عديدة والتغاضي عن الشتائم
ضعفا.!!!!
ومن الناس من يظنون الصمت والتزام
السكوت معهم تجاه ضلالتهم وكذبهم وزورهم هذا يعني أنهم على حق
فهم يكذبون
لدرجة أنهم يصدقون ما يقولن وتصبح
الكذب والزور الذي أخرجوه من عقولهم
العفنة
حقا
في تقرير
صدر ماخرا تبين ان44%من الذين يشيعون
البهتان والزور هم من عديمي الثقة بالنفس لهذا هم يعوضون عدم الثقة هذه
بالشتم ونشر الإشاعة والأراجيف
وتبين أيضا
ان نسبة لا باس بها يهاجمون الأخريين بالكذب
لموقفهم الضعيف فهم لا يستطيعون مواجهة الحقيقة فيلجئون للكذب والتزوير
وعلى أي
الحالتين فانه يتبين ان فاعل هذا الشيئ هو مريض نفسي نوعا ما اما انه غير واثق
بنفسه واما انه ضعيف امام الحقيقة المرة بنظره!!
ان قوم
قريش حينما اشعروا بان دعوة النبي محمد حق وإنهم على باطل خافوا من ان يواجهوا
الحقيقة فاستبدوا ووضعوا القطن في أذانهم واست غشوا ثيابهم
وبدؤوا
بنشر الأباطيل عن النبي
ساحر فكاذب
ومن ثم مجنون وبعدها مخلول نعوذ بالله من الكفر
وأهله
ولم يتوقف الأمر
إلى هنا
بل قذف
النبي في عرضه واتهم في خير نسائه
وقد بين
لنا النبي عليه السلام عظم رمي المؤمنين بالبهتان والظلم
وشدد على
ذلك
ففي حديث أبي بكرة - رضي
الله عنه - وهو في الصحيحين قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر - ثلاثا - قلنا : بلى يا رسول الله . فقال :
الإشراك بالله - وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا فقال : ألا وقول الزور . قال :
فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت فقد عظم النبي - صلى الله عليه وسلم - شأن شهادة الزور بثلاثة وجوه من
البيان :وقال في
موضع اخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من
شهد على مسلم شهادة ليس لها بأهل فليتبوأ مقعده من النار .في هذا
الحديث علامة واضحه وبيان لمن لا بيان له ان النبي عليه السلام قد حذر حتى انه لا
زال يكرر كلمته
وفي هذه
عظة لم لا عظة له
وقال النبي
صلى الله عليه سلم< اتقي دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب> رواه
البخاري مسلم
وهذا
للتحذير الشديد على ان هذا الامر قد يصيبك في دنياك قبل اخرتك
وكان عمر
ابن الخطاب يخشى على نفسه من دعوة مظلوم فحينما جائه الاعرابي وقال له ان لم
تعطيني لادعون عليك اجابة عمر وقال لابنه اعطي هذا الاعرابي بردتي
وذلك خوفا
من دعوة مظلوم
ومن
اثار سلفنا الكثير من قصص اصابت ملوك
بدعوة مظلوم فقد اصابت دعوة ابن المسيب حجاجا
قال رسول
الله صل الله عليه وسلم<إن الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يمهله>
وقد حرم
الله عز وجل على نفسه الظلم
فقال تعالى في الحديث القدسي:
ياعبادي إني حرمت الظلم على
نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا
تقبلوا تحيتي
ابو عمر