أعظم شخصية فى التاريخ

الأخوة الأحباء أتمنى أن ينول هذا الموضوع أعجابكم
وبعون الله تعالى سوف يكون محتوى الموضوع بقلمى الخاص
ومن خلال ما تعلمته ولن يحتوى على إى جملة مقتبسة من سيرة أشرف الخلق وسيد المرسلين وسيكون ذلك بصورة مختلفه بعون الله تعالى

سيدنا وحبيبنا ورسولنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم

نعلم جيداً ان الرجل الطيب يرسم دائرة حوله وحول أسرته زوجته واطفاله
تكون هذه الدائرة هى زرع الخلق القويم والتعليم والتأديب والتهذيب
شاملة العطف والرحمة والحب والمودة

وهناك رجالاً أخرون يرسمون دائرة أكبر تشمل أقاربهم

وهناك رجالاً لهم مصير عظيم يرسمون دائرة تغلف الكرة الأرضيه كلها
أخلاق كاملة متكاملة لا غبار عليها
صالحه لكل وقت ولكل زمان
تؤثر إلى يوم البعث بالبشر

ونحن الأن وبعون الله تعالى سنعرض أعظم شخصية فى التاريخ البشرى
والتى أثرت فى جميع البشر بلا إى أستثناء

أنه النبى الأمى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام

قد نشاء النبى صلى الله عليه وسلم يتيم الأب قبل حتى أن يولد
وتولى وكما هو معلوم جده عبد المطلب رعايته

أرضعته ثويبة مولاة أبى لهب كما يعلم الكثير وكان من عادة أشراف مكه وساداتها أرسال أطفالهم إلى البادية
بعيداً عن الأمراض التى قد تصيبهم وكانت من أشهر القبائل فى رعاية الأطفال هى قبيلة بنى سعد
وكان يتمتع قومها بلسان فصيح ورعاية كاملة لذلك كان أشراف مكه يقصدونهم فى رعايه أطفالهم الرضع

فى الحقيقة يا أخوة هناك خلط تاريخى

ودعونا نفكر بعقل فى ذلك الشأن

يقول الكثيرون أن النبى صلى الله عليه وسلم قد أمتنعت عنه مرضعات بنى سعد لفقره ويتمه
وهذا ليس بصحيح لأنه كان فى كفالة جده عبد المطلب وكان من سادة قريش وكبرائها
ولا ننسى أن أبرهة الحبشى قد أخذ منه مئتين من الأبل وذهب اليه يطالبه بهما

وقال كلمته الشهيرة للبيت رب يحميه

ولا ننسى أيضاً أنه قد أفتدى أبنه عبد الله بمئة من الأبل
وفى زواجه من السيدة هالة أبنة عم السيدة أمنة والدة رسول الله ووالدة حمزة بن عبد المطلب
فقد ذبح الكثير من الأبل فهل هذا فقر أم ثراء يا عقلاء

المهم يا أخوة

أخذته حليمة السعدية إلى بادية بنى سعد وقضى الحبيب سنواته الأولى هناك
فكان الخير الوفير فكما هو متداول أن حليمة السعدية كان صدرها جافاً من الحليب

وحينما رضع منها النبى صلى الله عليه وسلم أمتلاء
حتى أغنامها كانت هزيله ضروعها جافه وعند قدومه صلى الله عليه وسلم
قد تبدل ذلك فأمتلأت ضروعها باللبن وسمن جسدها

ولما أنتهى العامين تحايلت حليمة السعدية على السيدة أمنة بنت وهب
لتجعل النبى صلى الله عليه وسلم جالساً معها أطول فترة ممكنة
وأدعت أنها تبعده عن وباء قد أنتشر فى مكه

فكان النبى صلى الله عليه وسلم قوى البنية فصيح اللسان
وحينما كان يلعب مع الصغار نزل جبريل عليه السلام
فشق صدره الكريم وأخرج قلبه وأستخرج منه مضغة سوداء
وقال هذا حظ الشيطان منك
ثم غسل قلبه صلى الله عليه وسلم بماء زمزم
وحينما جرى الصغار إلى حليمة السعدية وأخبروها أنه قتل
هرولت اليه وأرجعته إلى أمه بعد أن حكت لها ما حدث

وعاش الحبيب مع والدته السيدة أمنة بنت وهب إلى أن بلغ السادسة من عمره
وتوفت والدته وأصبح الحبيب يتيم الأب والأم ودفنت فى الأبواء

ومن ثم تولى جده عبد المطلب رعايته وأهتم به أشد أهتمام
وكان يخاف عليه خوفاً شديداً ويحبه حباً جماً
ولم لا وهو ولد الذبيح المفتدى عبد الله المقرب لقلبه
فقد نذر عبد المطلب أن رزقه الله بعشرة أبناء لذبح أخرهم قرباناً له
وبالفعل رزقه الله تعالى بهم بخلاف أبنه الوحيد أثناء النذر
وحينما أشتد عودهم ذكره الله بالنذر فذهب لضرب القدح ليفتدى أبنه عبد الله
ووضع عشرة من الأبل أفتداء له ولكن القدح يأتى على عبد الله
إلى أن وصل الأفتداء بمئة جمل فأفتداه بهم

ولا ننسى أن عبد المطلب قد أرسل النبى صلى الله عليه وسلم للبحث عن ناقة ضائعة منه
فتأخر الحبيب عن الرجوع فجزع جزعاً شديداً وأرتعدت فرائصه خوفاً عليه
حتى انه حينما عاد قال له والله لا أبعثك فى حاجه أبداً ولا تفارقنى بعد هذا أبداً
وبعد عامين من الحب والحنان والرعاية توفى جده عبد المطلب وهو فى الثامنة من عمره

فتكفل به عمه أبو طالب وعلمه التجارة وكان صلى الله عليه وسلم
يذهب مع عمه أبو طالب فى رحلاته إلى الشام وأثناء ذاهبهم للتجارة هناك
شاهد أحد الرهبان النصارى ويدعى بحيرى آيات عجيبة ودلائل نبوة يراها بحيرى

فقد شاهد أن سحابه تظلل النبى صلى الله عليه وسلم
وما مر بحجر أو شجر إلا وسجد له
فعلى الفور هرع بحيرى إلى النبى صلى الله عليه وسلم وكشف عن كتفه
وشاهد خاتم النبوة فأخبر عمه أبو طالب أنه النبى المنتظر
ونصحه بالعوده به فوراً قبل أن يعلم به اليهود ويقتلونه غيظاً وحقداً
لأن النبى المنتظر ليس من بنى إسرائيل وبالفعل أستجاب أبو طالب لنصيحة بحيرى

ولكى نوفى ذلك الجانب حقه نقول وبالله التوفيق أن أعداء الدين الإسلامى
يخترعون أن بحيرى الراهب قد لقن النبى صلى الله عليه وسلم القرآن
ويفترون أكثر ويقولون أنه أعطاه نسخه من القرآن الكريم

وهذا سخف فى الحقيقة فلم يلتقى بحيرى بالنبى صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة

ثم أن القرآن الكريم نزل على مدار ثلاثة وعشرون عاماً
ولكى نسقط تلك الفريه بالدليل والبرهان ونلقم الحجر فى حلوق كل من يشكك فى ذلك

يقول تعالى

إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

ونحن نسأل أين كان بحيرى الراهب وكيف علم بتلك الآية الكريمة
والتى نزلت فى أعراب بنى تميم حينما كانوا ينادون على النبى من وراء الحجرات

لدينا المزيد فقد قال تعالى أيضاً

فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً

فأين كان بحيرى وكيف علم أن زيد سوف يطلق السيدة زينب بنت جحش ويأمر الله نبيه بالزواج منها
أين كان بحيرى فى عداد الأموات

واليكم الصاعقة الكبرى قول الحق تبارك وتعالى

إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً

كيف علم بحيرى بغزوة الأحزاب وما يحدث فيها
وكما نعلم جميعاً ان النبى كلف بالدعوة وهو فى الأربعين من عمره
وجلس يدعوا لدين الله ثلاثة عشر عاماً قبل الهجرة وكما هو معروف الغزوة كانت فى السنة الخامسة من الهجرة
أذا كان عمر النبى صلى الله عليه وسلم ثمانية وخمسون عاماً
وبعمليه طرح بسيطه نطرح عمر النبى عند لقاء بحيرى وعمره أثناء الغزوة يكون الناتج
سته وأربعون عاماً ونترك الحكم للعقلاء لا البلهاء

يقول تبارك وتعالى

قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ

وفى الحقيقة أتعجب كيف علم بحيرى بأمر خولة بنت ثعلبة وهى تشكوا زوجها للنبى صلى الله عليه وسلم

يكفينا ذلك فلو جلسنا نتحدث ما أنتهينا مطلقاً فى وضع الآيات الدالة على الأفتراء

ونعود إلى حديثنا عن الشخصية العظيمة التى أثرت فى البشرية كلها

أول حرب يخوضها النبى صلى الله عليه فى حياته

حينما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم الرابعة عشر من عمره أشترك فى حرب للدفاع عن مكه

حينما أجمعت قبيلة قيس على غزو مكه فتصدت لها قريش ومعهم قبيلة كنانه وكان النبى صلى الله عليه وسلم
يحمل السهام ويناولها إلى أعمامه فكانت هذه أول حرب يخوضها النبى فى حياته

وسميت بحرب الفجار وكانت من أشد الحروب التى سمع بها العرب فى ذلك الوقت أستمرت أربع أعوام

ولا ننسى أن النبى صلوات ربى وسلامه عليه شارك فى حلف الفضول
اللذى أعتزم على تكوينه شرفاء قريش بعد أن تجراءت قبائل العرب عليها
فتحالفت جميع قبائل قريش على أن لا تجد مظلوماً إلا هبوا معه إلى أن ترد مظلمته

أتقن النبى صلى الله عليه وسلم فنون التجارة حتى أنه كان مثالاً فى الأمانة والصدق

حتى انه لقب بهذا اللقب الصادق الآمين

وتهافت عليه أثرياء قريش ليدير اليهم تجارتهم

ومن ثم سمعت به السيدة خديجة وكانت من أشراف مكه تتمتع بالذكاء والحزم والبأس
و كانت لا تفهم بالتجارة فأرسلت من يعرض أن يدير تجارتها
فوافق صلى الله عليه وسلم
وذهب معه غلام يدعى ميسرة وقد شاهد الكثير أثناء رحلته مع الحبيب
فقد كان يرى أن هناك سحابه تظل النبى إذا أشتدت حرارة الشمس
ما يهمنا انه حينما رجع كانت تجارة السيدة خديجة رابحه أضعاف ما كانت تربحه
وأخبرها ميسرة بما شاهده فى رحلته

فعرضت الزواج من النبى صلى الله عليه وسلم
فوافق على ذلك

ولا ننسى أن الحبيب كان يحمل الأحجار لأعادة بناء الكعبة الشريفة وتشارك مع قومه فى ذلك
وحينما تم رفع بناء الكعبه تنازعت القبائل على شرف وضع الحجر الأسود
وتحالفت قبيلتى بنى الدار وبنى عدى وغمسوا أيديهم فى الدماء
وكانت قبائل قريش على مقربة من حرب ضروس تحرق الأخضر واليابس
فجاء النبى صلى الله عليه وسلم بعقليه راجحة وأشار عليهم بوضع الحجر فى رداء
ويحمل كل زعيم قبيلة طرف منه وهكذا تنول كل قبيلة شرف رفع الحجر ونقله
وأشار على أن يضع الحجر الأسود بنفسه فى مكانه
فقبلوا بذلك وأنتهت المشكله

ويذكر أن النبى صلى الله عليه وسلم قبل الدعوة لم يسجد لصنم قط
ولم يعاقر الخمر أو يأتى بفاحشة كحال أهل الجاهلية
ويذكر أن لقريش صنم كان يدعى بوانه وكانت تمجده قريش وتحتفل به كل عام
والحبيب المصطفى كان يرفض أن يحضر تلك الأحتفالات الباطلة
فكان أبو طالب يغضب من النبى صلى الله عليه وسلم لرفضه الحضور وعماته أيضاً
حتى أنهم أصروا عليه بالحضرو فحضر ولكن أراد الله تعالى للنبى الخير حتى قبل الدعوة
فعندما حضر ذلك الأحتفال جاء مذعوراً فسألوه عما به فأخبرهم أنه كلما أقترب من صنم
ظهر له رجل بملابس بيضاء يصيح به أبتعد يا محمد لا تمسنه

أن الله سبحانه وتعالى يعد ويؤهل النبى صلى الله عليه وسلم للرسالة والنبوة
فلم يشارك أهل الجاهلية فى أفعالهم كشرب الخمر والزنا وعبادة الأصنام
وغيرها من الأمور وكان يشتهر بحسن الخلق وطيب الأصل
ولم يكن النبى يقول الشعر مطلقاً وكان يشتهر بالصدق والأمانة
ولهذا لم يجد أهل الكفر إى مدخل لشخصية النبى عليه الصلاة والسلام مطلقاً

كان الرسول صلوات ربى وسلامه عليه يتعبد فى غار حراء ويتأمل فى الكون وخالقه
ويبتعد عن صخب أهل مكه وكفرهم ويخلوا إلى نفسه
ويصفوا ذهنه وتفكيره وتأمله فى خالقه

وحينما جاء الوقت المعلوم نزل جبريل عليه السلام وقال أقراء وكان رد النبى الأمى بأبى هو وأمى
ما أنا بقارىء فكرر عليه آقراء فقال ما أنا بقارىء
فكرر الثالثة آقراء فقال ما انا بقارىء

فقال
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ

فرجع النبى صلوات ربى وسلامه عليه يرجف وقال للسيدة خديجة زملونى زملونى
وحكى لها ما حدث وقال لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا
إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق
وذهبت به إلى ورقة بن نوفل بن عمها وكان شيخاً اعمى قد تنصر
وسأله ورقة عما رأى فأخبره النبى صلوات ربى وسلامه عليه
فقال ورقة هذا الناموس الذى نزل الله على موسى وياليتنى أكون حياً حينما يخرجك قومك
فتعجب الحبيب المصطفى وقال مندهشاً أيخرجونى فقال له ورقه نعم
فلم يأتى رجلا بمثل ما جئت به إلا عودى وأن أدركنى يومك لأنصرنك نصراً مؤذرا

وبعدها توفى ورقة بن نوفل وفتر الوحى

وهنا يا أخوة يجب علينا أن نتوقف لنرد على بعض الأقوال كما فعلنا مع بحيرى الراهب فى البداية

يقول بعض السفهاء أن النبى أخذ من ورقة بن نوفل القرآن
وأعتقد أننا لا نحتاج للرد لأن ورقة قد مات بعد نزول الوحى بعدة أيام
ولم يتلقى النبى المصطفى إلا الآيات الأولى كما هو موضح بالأعلى
فورقة لم يكن موجوداً أثناء نزول القرآن الكريم ورد ورقة على النبى ينفى الشبهة وينسفها من أساسها

وما أعتقده انه من أهم وأولى هو الرد على أن النبى صل الله عليه وسلم
قد كان يشك ويرتاب فى نبوته

وبعون الله تعالى نرد كيدهم فى نحرهم

أن من يقول ذلك أما سفيه أو مدلس أو جاهل يبعد كل البعد عن الحق
وفهم ما ورد بطريقة ملتويه ليطعن فى النبوة الخاصة بالرسول صل الله عليه وسلم

اللوم الأكبر يقع على من فسر الخشية من علماء المسلمين بانها ريبه وشك
وهذا لا يليق بأن ينسب للحبيب المصطفى وكل من قال ذلك جاهل جهلاً مطلقاً
مهما بلغ من العلم الإسلامى لأنهم بجهلم أعطوا سبيلاً لأعداء الإسلام للمهاجمة العميانيه

فالنبى صلى الله عليه وسلم مهد له النبوة قبل أن ينزل عليه الوحى لأول مرة
فكان عليه الصلاة والسلام لا يرى رؤية إلا وتحققت بكل ما فيها
وعلم عنه قومه ذلك صدق الرؤيا
وأيضاً كان يسلم عليه الشجر والحجر حينما يمشى ويقول له السلام عليك يا رسول الله

وكان صلوات ربى وسلامه عليه يلتفت حوله ولا يجد إلا شجر وحجر
وهذا قبل نزول الوحى عليه فى غار حراء

قاتل الله الجهل والجهلاء اللذين يقولون شك وريبه فى نبوته عليه الصلاة والسلام

دعونا أحبائى نوضح بعض الأمور هل كان النبى بشر مثلنا أم انه ملاك أو نصف اله
او اله كما نسمع من مخترعين الأديان الأخرى القرآن والرسول الحبيب يجيبنا على ذلك

قال الله تعالى فى كتابه الحكيم

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً

الآية تفسر نفسها قل أنما أنا بشر مثلكم بمعنى أنا بشر مثلكم تماما

ومن الحديث الصحيح للنبى صلى الله عليه وسلم

صلى النبي صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم لا أدرى زاد أو نقص فلما سلم قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال وما ذاك قالوا صليت كذا وكذا فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم فلما أقبل علينا بوجهه قال إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين
صحيح البخارى خلاصة الدرجة صحيح

أذاً الله سبحانه وتعالى والنبى صلى الله عليه وسلم يخبرانا أنه بشر مثلنا
يمرض كما نمرض ويتألم كما نتألم وتنزل دموعه كما تنزل دموعنا وهذا وارد فى دفنه لأبنه أبراهيم
أذا النبى لا يختلف عنا فى الصفات البشرية التى خلقنا عليها جميعاً

هل الخوف = الشك

الأجابة لا

هل الخوف = الريبة

الأجابة لا

من هنا نعلم أن خشيت على نفسى تعنى الخوف على نفسى وهذا لا يمس شخص الحبيب مطلقاً

فما رأه فى غار حراء ليس بالأمر السهل أو الهين
هو بمكان منعزل لا يوجد به أحد وفجاءة يرى أمامه جبريل عليه السلام
ويحدث معه ما ورد فى الأعلى الخوف من هذا الشىء أمر طبيعى
أن يرى أنسان ملك من ملائكة الله أمام عينيه لأول مره لابد أن ينتابه الخوف الشديد

الخوف يا سادة مما نشاهده من أمور رهيبه ليس بعيب ولا يمس ذات النبوة مطلقاً

ولنأخذ مثال حى لننهى على إى شك فى قلوب الأخوة والأخوات

قال تعالى

وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ

جميعنا نعلم قصة سيدنا موسى وقد كلمه الله تعالى فى الوادى المقدس طوى
أذا لا شك هنا ولا ريبه فى النبوة لديه
ولكنه حينما القى العصى وتحولت بقدرة الله تعالى ولى مدبراً وخاف
فهل الخوف هنا يدل على الشك والريبه فى نبوته
بالطبع لا أنما خوفه وخشيته كانت من أجل ما شاهد وهذا أمر طبيعى ومقبول
ولا يمس مطلقاً نبوته أو إيمانه بالله تعالى

امر أخر أيها الأخوة الأحباء أن الجاهلون يقولون أن دليل الريبه والشك
لجوء النبى صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة التى اخذته إلى ورقة بن نوفل

ونرد على ذلك أيضاً ونقول لهؤلاء الجهلاء

أن النبى صلى الله عليه وسلم حينما حدث ما حدث معه فى غار حراء
أرتعد خوفاً على نفسه من الموت وشدة نزول الوحى
ذهب إلى بيته وهذا طبيعى يا جهلاء أن يذهب إلى بيته
وبالتالى فأن زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها أقرب ما يكون له وقص لها ما حدث
قالت له كلا والله ما يخزيك الله أبداً نك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم
وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق

أذا كان للسيدة خديجة دوراً فى تخفيف الخوف والفزع والألم اللذين يشعر بهما
ولا يمكن على عاقل واحد أن ينكر أن دور الزوجه حينما ترى زوجها فى تلك الحالة
أن تخفف عنه ما هو فيه بالقول والفعل اليس كذلك أذا لا عيب فى هذا
والسيدة خديجة رضى الله عنها كان لها مقاماً عالياً داخل قلب النبى صلى الله عليه وسلم
فى حياتها وبعد مماتها أيضاً

فكانت السيدة خديجة أول زوجاته عليه الصلاة والسلام ورزقه الله منها جميع أولاده
بخلاف إبراهيم فهو من ماريا ونذكر أبناء الحبيب المصطفى
القاسم و عبد الله و رقية و زينب و فاطمة و أم كلثوم

كانت السيدة خديجة أول من أمن بالحبيب من الرجال والنساء وهى من خير نساء الجنة
لم يتزوج النبى المصطفى فى حياتها

توفيت رضوان الله عليها قبل الهجرة بثلاث سنوات فى نفس العام توفى عم الحبيب المصطفى
أبو طالب فحزن عليهم حزناً شديداً وسمى هذا العام بعام الأحزان
ويجب علينا أن نذكر أن الحبيب المصطفى كان يحبها حباً جماً وكان يذكرها دائماً
حتى أن السيدة عائشة رضى الله عنها كانت تغير منها غيرة شديدة لكثرة ذكر الحبيب لها

بعد ذلك نزل الوحى على النبى صلى الله عليه وسلم وقد رأى جبريل عليه السلام للمرة الثانية
فذهب إلى بيته وقال دثرونى دثرونى فنزلت تلك الآيات إذاناً لبدء الدعوة إلى الله

يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ

أن الدعوة لدين الله تعالى فى وسط قريش وهى مهد الكفر وتتوجه إليها الأبصار
من الكفار عبدة الأوثان لهو أمر صعب يحتاج إلى حكمه وصبر وقوة إيمان أيضاً
والحبيب المصطفى كان يتميز بتلك الحكمة العالية

حيث أنه حينما أخذ الأمر من ربه بالدعوة تجلت قوة شخصيته البارزة وحكمته العالية
وحسن تصرفه اللذى يعجز عنه أقوى الرجال على مر العصور
فبدء بالدعوة لأهل بيته وأصدقائه والمقربين منه واللذى كان يتوسم فيهم خيراً
ومنهم أبى بكر الصديق وزوجته خديجة وعلى بن أبى طالب وزيد بن حارثه
ومن ثم كان للصديق أثر كبير فى الدعوة
حيث قام بدعوة عثمان بن عفان و ال***ر بن العوام و سعد بن ابى وقاص
وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله
رضوان الله عليهم جميعا

وكان هؤلاء هم السابقون الأولون والقاعدة الراسخة لأعظم الجبال وأعلاها أنه جبل الإسلام العظيم

الحبيب كان يدرك مدى الخطورة من أن يعلم كفار قريش بأمر الدعوة مع ذلك العدد الصغير
فحرص على أن تكون الدعوة سرية يجتمع بهم فى الخفاء ويعلمهم قواعد الدين
وما أنزل اليه من الوحى الألهى ونشط فى الدعوة ومعه الصحابة
ودخل الأسلام شخصاًَ بعض شخص وكان يلتقى بهم الحبيب فى دار الأرقم بن أبى الأرقم
ودار سعيد بن زيد وزاد عدد المسلمين والرسول الحبيب ما زال يعمل عليها سراً

ولا ننسى ان الحبيب كان يدعوا ويقول اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين اليك
عمرو بن هشام اوعمر بن الخطاب وكان احبهما عمر

وبالفعل ما هو إلا يوم وخرج عمر بن الخطاب متقلداً سيفه يريد أن يقتل الحبيب
فأخبروه أن أخته وزوجها قد دخلا الأسلام فغضب غضباً لا مثيل له وذهب اليها
وسمعهما يتلون القرآن فدخل عليهما وأختباء خباب وقال لزوجها ما هذا اللذى سمعته
قالوا أنه حديث نتحدثه فقال له عمر لعلكما قد صبوتما فقال له ارآيت يا عمر أن كان الحق فى غير دينك
فضربه عمر ضرباً مبرحاً فوثبت اخته عليه تدافع عن زوجها فلطمها لطمه أدمت وجهها
فقالت وهى غاضبه ارآيت يا عمر أن كان الحق فى غير دينك أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
فقال لهما أعطونى الكتاب اللذى كنتم تقرآونه فقالت له أنت رجس ولا يمسه إلا المطهرون
فعلمته فتوضاء وقراء ما أنزل من سورة طه فأنزل الله الهدى فى قلبه فقال أخبرونى أين محمد
وكان عمر بن الخطاب من أشد الرجال قوة فى قريش وكان يهابه الناس ولا يقربونه لشدته

وبالفعل أتجه إلى دار الأرقم بن أبى الأرقم ودق على الباب فقال الصحابه هذا عمر
فنهض اليه أشجع الرجال وأحسنهم خلقاً وأمسك بمجامع ثياب عمر وقال له أسلم يا بن الخطاب اللهم أهده
وهزه هزه فوقع عمر على ركبتيه
يا الله عمر بن الخطاب أقوى رجال قريش يقع على ركبتيه بمثل تلك الطريقة
ولما العجب اليس اللذى يمسكه بتلك الطريقه أشجع خلق الله أنه الحبيب المصطفى يا سادة

حينما وقع عمر على ركبتيه قال له الحبيب الشجاع ما أنت بمنتهى يا عمر
فقال أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله

ومن هنا قال عمر لرسول الله أنكم على حق وهم على باطل فلنخرج اليهم
وكانوا أربعين رجلاً وأصطفوا صفين كان عمر بن الخطاب فى صف
وحمزة أسد الله فى صف ودخلوا البيت الحرام

وأسودت وجوه قريش حينما شاهدوا هذا الموقف العظيم
عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب
يالها من قوة ويالها من نصرة

بعدها نزل قول الحق تبارك وتعالى

فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ

ومن هنا تم الجهر بالدعوة إلى دين الله تعالى وقد تصدت قريش لها بكل ما أوتيت من قوة
وجاء الوحى إلى النبى عليه الصلاة والسلام

وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ

فصعد النبى الصفا ونادى وقال يا بنى عدى يا بنى فهر فأجتمعوا وجاء أبو لهب فقال لهم المصطفى
لو أخبرتكم أن خيل بالوادى ستغير عليكم أكنتم مصدقى قالوا نعم ما جربنا عليك إلا الصدق
فقال لهم أنقذوا أنفسكم من النار فقال أبو لهب قوله المشهور تباً لك الهذا جمعتنا

فنزل قول الحق

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ

يا الله أنظروا إلى هذا الأعجاز يا اخوة أن الله يخبر أن هذا الحى سيموت كافراً وسيدخل النار
كان أبو لهب على أستطاعه أن يهدم الدين من جذوره لو نطق الشهادتين نفاقاً
اليس من الممكن أن يقول أن ربك يقول هذا يا محمد ولكننى أقول أشهد ان لا إله الا الله وأنك رسول الله
كان من المحتمل أن يقول ذلك هذا لو أن القائل بذلك أحداً غير الله ولكن لأن هذا من رب العباد

فهو يعلم أنه لن يقول ذلك وسيموت كافراً

وبدء النبى عليه الصلاة والسلام يدعوا لدين الله القوى والضعيف الفقير والغنى
لا يخشى من قريش ومن بطشها ومن كفرها ووثنيتها التى دافعوا عنها بكل ما لديهم من قوة
وكانوا يتعرضون للنبى بالقول والفعل يأذونه ويعذبون الضعفاء من المسلمين
وكل ذلك لم يثنى النبى الحبيب عن الدعوة فصبر وأناب
وكان يجتمع بالصحابه الأوائل يقوى عقيدتهم ويؤهلهم لنشر الإسلام
وكانوا بالفعل البنية التحتيه للمجتمع الإسلامى
وبتلك الحكمة البالغة والتربية العقائدية الصالحة والإيمان الراسخ
أستطاع النبى عليه الصلاة والسلام من نشر الدين الإسلامى على أكمل وجه

ولا ننسى موقف بسيط نعلم جميعاً من هم روؤس الكفر فى قريش
اليس هم عمرو بن هشام و النضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط والعاص بن وائل السهمى
وأميه بن خلف والوليد بن المغيرة المخزومى

الم يكن النبى قادر على توكيل الصحابه لأغتيالهم ليتخلص من أذاهم له وللمسلمين
وما أسهل من ذلك فالصحابه يفدون الحبيب بأرواحهم ولو قال لأحدهم أصعد إلى ذلك الجبل والقى بنفسك لفعل
ولكنه لم يفعل ذلك وهذا من رحمته وحكمته واخلاقه الكريمة أنما صبر على كل تلك العداوة بقلب ثابت

ولا ننسى أيضاً ان قريش قد أستخدمت كل الأساليب فى صد النبى الحبيب عن الدعوة
أما بالترغيب أو الترهيب ولكن كل ذلك لم يوقفه فى التبليغ عن دين الله

وها هو الإسلام منذ البعثه وإلى الأن يشق طريقه بكل قوة فى قلوب المؤمنين

كان الموضوع مسلط على جزء بسيط قد غاب عن الكثيرين من شخصية سيد الخلق

أتمنى أن أكون قد وفيت الشرح وأتمنى لكم الأفادة

» ما أعظم الإنسان ..!
» البيروني : شهد له التاريخ بالنبوغ
» كيف تكون شخصية محبوبه
» التاريخ الاسلامي
» عروة بن ال***ر " مؤسس علم التاريخ عند المسلمين