الحسكة وضريبة الثورة السورية

الحسكة وضريبة الثورة السورية
الجزء الاول
لمحة عن الحسكة
محافظة في شرق سورية حديثة الوجود على اكثر التقديرات تم تكوينها ابان الاحتلال الفرنسي لسورية في بدايات القرن العشرين حول سكنة عسكرية فرنسية
هجرة المسيحيين من تركيا والاشوريين من العراق في اواخر الاحتلال العثماني ساعد الفرنسيين في تكوين تجمعات استطيانية في ربوع المحافظة وتم تمليكهم الاراضي في كافة انحاء المحافظة فلا يتم تسجيل أي عقار الا ويكون للمسيحيين نصيب منه فتكاد لاتجد عقارا للاراضي الزراعية الا والسهم الاوفر باسم مسيحي ويقال بان اكثرهم جاء مسلما من ماردين ونواحيها وتم تنصيرهم على يد الفرنسيين ولايزالون يحملون اسماءهم العربية مثل خلف وهيثم وحتى جهاد
القسم الاخر قلة من الاكراد في شمال سورية كانوا يميلون نحو الاستقرار وبناء القرى والسكن فيها على غير عادة العرب الذين لايجيدون سوى رعي الاغنام وخيامهم المتنقلة حتى الخمسينات من القرن العشرين حيث نهج بعضهم لتشكيل بعض القرى والاستقرار
وحيث الحياة في ايام العثمانيين وحتى الفرنسسين كانت مشاع بين الدول المتجاورة فلم تمنع الحدود المصطنعه من التنقل بكل حرية بين العراق وسورية وتركية رغم محاولات اتاتورك والفرنسيين وضع الكثير من الحواجز الا ان الشعوب متواصلة بسبب القربى وصلة الارحام والقبائل المتواجدة في كل الدول استمر التواصل حتى جاءت حكومات عربية اسست لتثبيت الحدود والحد من هذا التواصل
الاكراد كثير منهم لايعتبر نفسه مواطنا سورية فرفض الهوية والاعتراف بسوريته فهو ينتمي الى تركيا في الغالب والعراق بجزء من ذلك وهذا ما جعل الاخ سوري وشقيقه لايمتلك الجنسية حتى قبل عشرة اعوام تقريبا وهي ما يثار حولها كثير من بكاء الاكراد على مظلوميتهم في عهد البعث وحكامه
والعرب للاسف مرت كل هذه الفترة ولاهم لهم الا القبيلة والاغنام فقد عمد الاحتلال الفرنسي على اثارة النزاعات بين القبائل فكان الغزو الجاهلية الاولى مستمر بينها حتى وقت قريب وتكاد لاتجد بين عدة قبائل من يعرف الكتابة والقراءة بينما المدارس الفرنسية والمسيحية وحتى ما ينسب للحكومات لاتكاد تجد فيه سوى المسيحي واليهودي وبعض الاكراد لهذا مرت سنين وسنين كثيرة لايوجد دكتور في المحافظة من ابناءها ولا مدير ولا معلم ولا موظف حكومي باتت حكرا على المسيحيين ومن تاتي بهم الحكومات من محافظات اخرى فتجد من اكبر الملّاك واصحاب العقارات والتجار من محافظات اخرى ينافسون المسيحيين في المدينة وما حولها
وحتى الزراعة والتي هي اهم مصادر العيش لابناءها تجد من يقوم باستثمار الاراضي الخصبة مزارع مسيحي يمتلك الالات والمواد الاولية للزراعه وقد نافسهم بعض الاكراد ومن جاءة من مدينة حماة ويسمون –الحموية- والذين حاولوا استثمار الاراضي بطرق حديثة ولاتزال بعض الاراضي تحمل اسماءهم وقد زرعوا الارز في هذه الارض التي لايعرف اهلها سوى القمح والشعيير
وقد جاءت نتائج سيطرة غير ابناءها على مقدراتها الى اهمالها على مدار العمر الذي عاشته من كافة الحكومات وبكافة اشكالها وانواعها
فكل من يعمل لدى الدولة من المرتزقة القادمون من غير محافظات لاهم لهم بتطوير او اصلاح من شانها سوى بسرقة اكبر قدر ممكن من الاموال وبكل الطرق ,فلايمر عام او عامين على هذا الوافد الذي جاء بحصيرة واسفنجة الا وقد اشترى منزلا وسيارة وغير ذلك من رغد العيش وحتى قبل الثورة كان الشرطي يدفع رشاوى بارقام كبيرة كي يكون فرزه الى الحسكة او كما يسمونها الجزيرة لعلمه بكم الاموال الذي ينتظره من خلال رؤيته لابناء مدينته او بلدته كيف ذهب متسولا وعاد مليونيرا..!!
وحين استلم – الخنزير – بشار الحكم وبدا ببعض الاصلاحات استبشر اهلها خيرا حين جاءها محافظ يعمل اكثر مما يقول ويقال على لسانه الكثير ولعل اهم قول نسب له لاادري كيف يسمونها محافظة وهي كالقرية!!
وحين بدا العمل واصبحت في المدينة ورشة عمل ليل نهار لتوسعة الشوارع واصلاح ما يمكن اصلاحه وقد رايناه في حر الصيف يقيم في خيمة بجانب المشاريع مالبث ان جاء نقله...
السبب حسب ما ذكره اكثر من مصدر بانه حين طالب باموال لانشاء جسور ومدارس جاءه الرد ان هذه المشاريع قد تمت منذ سنين كيف تطلب انشاءها؟؟
فقد كان سلفه المدعوم من عبد الله الاحمر رئيس حزب البعث يعمل مشاريع على الورق وياخذ الاموال المخصصه لها الى بيته وبيت اسياده والنتيجة طرد هذا المحافظ الذي بكت عليه المدينة وتمت ترقية اللص ذاك الى رئيس وزراء فتصور يارعاك الله!!!
هذا باختصار شديد بعضا من تاريخ هذه المدينة المنسية ولنا وقفة باذن الله معها ابان الثورة المباركة والتي لاتزال مستمرة

نتابع الجزء الثاني عن الحسكة السورية
وبقيت هذه المدينة المنسية تعاني كل اشكال التخلف والاهمال الحكومي بكل خدمات ضرورية للبشر والمدن فان بحثت عن الفساد واشكاله ما يخطر ببال اللصوص والمفسدين ومالايخطر تجده هنا واضحا جليا لايحتاج سوى تقليب بعض الاوراق والاشخاص وهذه بعض الامثلة البسيطة
عريف في المخابرات – رتبة من حصل على الشهادة الاعدادية ماقبل الثانوية- يدعى ابو صلاح علوية الجنسية والمنهج والمعتقد يحكم هذه المدينة اكثر من ربع قرن فما يريده ابو صلاح لايلزمه الا قول كن فيكون فلا يوجد اعتراض عند موظف وحاكم وقائد شرطه ورئيس فرع امني بل حتى عند شيوخ العشائر المعتبرين يمسكهم من شواربهم ويهينهم ان هم فكروا مجرد تفكير برد طلب ابو صلاح وتجده كالملح للطعام في كل امر صغير وكبير حتى لو مشكلة طالب او معلم او زبال موجود لحلها المهم المبلغ المالي لقاء هذا التدخل
مثال اخر لجان المشتريات والفواتير الوهمية فقد انتشرت على ألسنة الناس فاتورة –لمفتاح رنج- يشبة البنسة قيمته الفعلية لاتتجاوز دولارين هناك من يقول بان فاتورته لاحدى الشركات تجاوز عشرة الاف دولار وبعضهم اكبر من هذا المبلغ باضعاف وهناك الكثير لكثير من القصص الخيالية التي لايصدقها بشر
ومع انتشار الفقر في المحافظة نتيجة انقطاع الامطار لسنوات بدات المساعدات تاتي من الامم المتحدة وبعض دول الخليج لمنع مجاعة باتت وشيكة على الابواب لم يصل منها لمستحقيها اقل من واحد بالالف والبقية من المصدر غابت وما ظهر منها ووزع اكثره للمحسوبيات والراشين فلم يجد الناس بد من البحث عن لقمة العيش فبدأ النزوح الجماعي باتجاه المدن السورية الاخرى فباتت القرى فارغة من اهلها الكل ذهب مع خيمة الى ارياف تلك المدن بحثا عن أي عمل يسد رمق اطفاله وكان لريف درعا ودمشق وحمص وحماه النصيب الاوفر من النازحين فتجد خيامهم على جوانب الطرق العامة ينتظرون من يتصدق عليهم برغيف الخبز ان لم يوفر لهم عملا واي عمل بابخس الاسعار حتى بات يطلق عليهم ( نور الجزيرة ) وللمفارقة العجيبة ان الوظيفه حتى المعلم المختص تكون من نصيب ابناء المحافظات الاخرى ويترك ابناءها عاطلين عن العمل مما اضطرهم لدفع اموالا – من يملكها منهم – رشوة للمصدر كي يدرج اسمهم للوظيفه ووصلت المبالغ لاجل وظيقة سائق الى راتبه الذي سيقبضه لمدة 3 سنوات
وجاءت الثورة المباركة على هذا النظام الفاسد بكل ماتعنية كلمة فساد من معاني عند كل شعوب الارض لنرى موقف هؤلاء البؤساء منها في الجزء القادم باذن الله

الحسكة ج3
فكان لسورية نصيب منها فخرجت مظاهرات تغني للحرية والاصلاح في كثير من المدن وباعداد قليلة جدا ومنها الحسكة وجاءت احداث درعا ومعالجة النظام الاستبدادي المجرم لها لتشعل في النفوس ضرورة السير بركب الثورة حتى يتم اصلاح حقيقي من الجذور وحين سالت الدماء تحولت المطلب من الاصلاح الى تغيير هذا النظام والكل يعلم بما جرى ولايزال يجري من ان هذا النظام ليس له علاقة بالانسانية أي صلة ولا بالوطن والوطنية فدمر المدن والقرى على رؤوس ساكنيها
والحسكة التي تعيش الرعب في عقلها الباطن والظاهر منذ ايام حكم ابوصلاح ومحمد منصورة لها الذي بامكان شرطي واحد ترحيل حي باكمله وقرية باسرها جاءت المظاهرات منذ البداية من شباب لايتجاوزون عدد اصابع اليدين واستمروا رغم كل الاضطهاد الذي لقيوه من اهلهم قبل الغير وتكاثرت الاعداد يوما بعد يوم واعتقل بعض هؤلاء الشباب ولاقوا اصناف التعذيب الوحشي من اجهزة امن النظام ولم يردع ذلك الشباب الذي استمر باعداد صغيرة في كل حي وتمت المواجهة بالحجارة مع رجال الامن واستشهد بعض الشباب فكانت دماءهم دافعا للكثيرين بالمشاركه بالتظاهر وفي النهاية استسلم النظام في المدينة وترك المتظاهرين يتظاهرون وترك مواجهتهم وتمركز حول تماثيل وصور الاههم وكون هذه المدينة لم يتم اقتحامها جاءتها الوفود من النازحين من ويلات الدبابات من المدن الاخرى وعلى الرغم من الفقر الذي تعانية استقبلوهم برحابة صدر وقدمو لهم يد المساعده بمايفوق حتى طاقتهم
فقد جاء الاكثرية من دير الزور التي تربطها مع الحسكة الكثير من الاسر والقربى لان الكثير من اهل الحسكة جذورهم هناك كما اسلفنا سابقا حين وفدو للمدينة للعمل والمناصب والتدريس واكثرهم في الاجهزة الامنية
تاتي العائلة من دير الزور على قريب لها واهل الدير ميسورين الحال مقارنة باهل الحسكة ويستوطنون في بيت الاسرة كما يقولون اكلين شاربين نايمين وفي المساء ياخذ الديري اسرته ليتفسح والى المطاعم والاسواق يشتري ببذخ
استمر هذا الحال لشهور عدة حتى ضاقت الاحوال على المضيفين ودون أي احساس من الضيوف بماساتهم وبدا التذمر يطفو على السطح وبدات مواجهتهم بالحقيقة انك تسكن مجانا وشاركتك غرفتي وماكلي وحتى ملبسي ولم تكلف نفسك على الاقل مشاركة المصروف وبدا الكثير يطردهم علانية
لك ان تتصور قبل كل هذه الاحداث كان الشخص يقف لساعة واكثر ليحصل على ربطة خبز فكمية الخبز محدودة وعدد الافران ايضا محدود فكيف بوجود النازحين الذي وصلت اعدادهم الى عشرات الالوف وهذه الافواه الجديدة يلزمها على الاقل الاكل فبدات ازمة الخبز قبل ان تعرفها حتى المدن المنكوبة وبدا ارتفاع الاسعار بشكل جنوني كيف بك باهل الحسكة الفقراء اصلا وندرة الواردات لهم قبل هذه الازمة فكيف بها
ومع الاسف حيثما التقيت الناس تجدهم لايزالون يمجدون بحمد النظام ويؤيدونه ويباركون قتله للمتظاهرين لست ادري السبب رغم انهم لم يجدوا من هذا النظام الا كل سوء على مدار عشرات السنين
وبدات الثورة المسلحة وغابت الدولة عن الساحة العملية وبقيت محصورة في المكاتب وحول الاصنام لايهم ان حصلت جريمة قتل فلاتجد شرطي ياتي الى موقع الحادث ولايهم ان خطف طفل او طبيب او امراه ولايهم ان سرقت البيوت والمحلات وبغياب الوعي الديني غيابا قسريا من النظام على مدى عقود ونتيجة البطالة عند الشباب وتربية الشارع لهم بدا العوز يلح على تجربة الكسب الغير مشروع وحين كانت البدايات مشجعه اذ لااحد يحاسبهم بدا سعيرها في المجتمع يرتفع ويعلو فلم يعد يامن الشخص على ابنه او ابنته ان تمشي بعد غروب الشمس ولايستطيع ان يذهب بسيارته خارج المدينة فمن السهولة ان يواجهه شخص او شخصين مشهرين السلاح يستولون على سيارته ومافيها
ولم تسلم حتى سيارات الخدمات من كهرباء ومياه وبلدية من الخطف مما جعل الاعطال تكثر وتكبر والنتيجة باتت الكهرباء حسرة على الناس يفرحون كل الفرح حين تاتي لساعة او ساعتين باليوم والزبالة ملأت الشوارع والمياه تاتي ساعتين يوميا
وكل يوم يمر تسمع قصصا تصلح لمسلسلات هوليود في عالم الجريمة وانتشر الفساد في البر والبحر وبالتاكيد بما كسبت ايدي الناس
اللهم رد شبابنا الى دينك ردا جميلا وفرج عن الفقراء والمساكين ماحل بهم من البلاء والغلاء وخلصنا من هذا الفرعون الذي لم يعد يهمه ويهم مؤيديه ومناصرية سوى رؤية الدماء للشعب تسفك اللهم اكشف عن اهل سورية البلاء ففيهم مؤمنين انك يامولانا على كل شيء قدر

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الله يفرج همكم ويزيح عنكم هالغمه
الله اكبر
عليكم بالصبر عسى تفرج عن قريب
والله اني اتقطع عليكم الما والله مو طالع باليد شيء غير الدعاء لله رب السماوات والارض يارب فرجك

اللهم امين
نستاهل يابنتي ماجرى ويجري لنا
قبل قليل خبر عاجل على قناة سورية
عصابة مسلحه تستولي على مسودعات الكهرباء وتسرق الاكبال النحاسية والمحولات
تصوري ان بعد الحاجز لقوات النظام عن هذه المستودعات بضع مئات من الامتار ولايسمحون منذ اشهر بعبور قنينة غاز واحده تاتي من دير الزور ولا بكيس طحين ولااي شي يخص حياة المواطنين
بينما مسموح للصوص ان يخربو البلد!!
الله ينتقم منك ياخنزير ومن رجالك وكل من لايزال يؤيدك

» الثورة السورية والنهاية
» كيف تنتصر الثورة السورية؟
» أسلمة الثورة السورية
» مابعد الثورة السورية ؟
» الصهيونية العالمية والتآمر على الثورة السورية