العرب والقومية العربية

العرب والقومية العربية
لعل بدايات القرن العشرين وبالذات حين اصبح الوطن العربي محل انظار القوى العظمى التي لايختلف اثنان في كراهيتها للاسلام وعملها الدؤوب لقرون طويلة على القضاء عليه وعلى اهله كانت هذه الفترة بداية انطلاق فكرة القومية العربية والترويج لها في المحافل الثقافية والجامعات والصحف ، وقد كان للاقلام المسيحية في لبنان ومصر والشام اليد الطولى في ذلك بدعم صليبي غربي وفرنسي بالذات
العرب حالة استثنائية من شعوب الارض قاطبة التي لاتتعلم من تجاربها ولا من تجارب غيرها بالرغم من انهم من اكثر الناس قراءة وحفظا وتفاخرا بالتاريخ..!
فلاهم تعلموا من دروس الذل والقهر التي مرت بهم منذ نشاة مجتمعهم في هذه البقعة من الارض ولعل النقطة المضيئة الوحيدة التي مرت بحياتهم عبر التاريخ هي تلك التي جاء بها الاسلام في قرونه الثلاث الاولى والتي تخللها الكثير من المطبات وبعضها قاصما للظهر والتي لم يستفد منها من اتى بعدهم
ولعل تلك الطفرة التي مرت بالمجتمع العربي في تلك الحقبة جاءت اليهم على اكتاف الامم الاخرى حينما تخلت عن قوميتها وولاءها العرقي والمناطقي ودخلت في بوتقة جامعة باسم الدين الاسلامي الذي اسس المجتمع على ان اكرمكم عند الله اتقاكم ولا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى، ومن يتابع تلك المرحلة يجد ان الشعوب التي دخلت في الاسلام كان لها الفضل الاكبر في كل مايفخر به العرب وينسبونه لهم في تاريخهم ، فاغلب ما يفخرون به هو نتاج امم اخرى غير عربية وخير دليل على ذلك بان تستفسر عن من صنع واخترع واكتشف وكتب واسس وبنى لهذا الذي تفخر به العروبة والاعراب وستجد ان جلهم ليسوا بعرب
واستطاع الاسلام لقرون طويلة ولعل الفضل الاكبر للعثمانيين الذي شوه صورتهم كثير من مؤرخي القومية العربية باذهان الناس فهم من ابقى خيط الاسلام يجمع بين الشعوب وكان انتماء الاشخاص للاسلام فقط ولانصيب للقومية والاعراق في ادبياتهم
وحينما اراد الغرب تفتيت الامة الاسلامية اول خطواته بهذا الاتجاه تسخير الاقلام ( المثقفه) للدعوة للعروبة والتي في غالبيتها اقلام لبنانية مسيحية او لادينية حينما تم لهم ذلك وروجوا لهذه الدعوات صفق لها الاعراب لانهم وجدوا بمثل هذه الدعوة تفخيم وتفضيل لعرقهم على الاخرين ، وان بحثت في التراث الديني تجد ايضا هناك من وضع مرويات تفاخر بالعرب والعروبة على بقية شعوب الارض وقد وضعوا هذه المرويات اسوة بما جاء بتفضيل اليهود في مرحلة ما لايمانهم دون بقية الناس في كتاب الله تعالى ومروياتهم الباطلة من خيرية عرقهم الابدية على اعراق البشر وعلى راي الممثل السوري – ما حدا احسن من حدا – فجاءت تلك المرويات لتفضيل العرق العربي واللغة العربية على بقية شعوب العالم
كل هذا جعل من ليسوا بعرب يبحث عن اصله وفصله ، يبحث عن قوميته والتمسك بها اسوة بهؤلاء العرب يبحث عن تاريخها وانجازاتها ولغتها وعاداتها وتقاليدها التي استطاع الاسلام من صهرها

لقد كان الاسلام كخيط المسبحة الذي يجمع بين كل الشعوب كما يجمع الخيط حبات المسبحة فالانتماء واحد والرب واحد والدين واحد والقيمة البشرية والانسانية للفرد والمجموعة واحد وما ان نجح الغرب بقطع الخيط حتى تدحرجت الحبات وتفتت المجتمعات الاسلامية الى عهد ماقبل الاسلام وبدات الدعوات تكثر هنا وهناك الى تمسك كل قومية بقوميتها ومن ثم المطالبة بالتحرر من العرب والعروبة والاستقلال منها ومن ثم بدا العرب كانهم محتلون لبلادهم ويجب النضال للتحرر والاستقلال منهم وهكذا سياتي اليوم الذي تعود فيه العروبة الى جحرها منكمشة صغيرة ذليلة كما كانت قبل الاسلام

» الغنم فخر العرب
» ادمان النيت عند العرب
» كاريكاتير مسخرة عن رؤساء العرب
» أحمد مطر يخاطب الزعماء العرب
» الحكام العرب والصمت المقيت