للمفكر(الداعية )

الدعوة والدعاة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
ان اهم مظاهر العصر الحديث في مجال الدعوة ان كل من حفظ بضعة ايات وبعض الاحاديث تسيد على المحيطين به – وتمشّيخ- عليهم وحين تجلس مع هؤلاء تجده يحفظ بعضا من فكر من تتلمذ على يديه او جالسه من العلماء وكل حسب انتمائه وتوجهه
فان كان من اعجب به واخذ منه بعض العلم صوفيا اصبح داعيتنا الجديد داعية للزهد وترك الحياة الدنيا لاهلها والدعوة لملازمة مشايخه وخدمتهم والطاعة العمياء لهم ، وان كان ممن ينتمون للتشيع كان مايحفظه مظلومية من يسمون اهل البيت وما سُطر في كتب التاريخ والادب والدعوة الى كراهية بقية المسلمين كونهم من احفاد اولئك الظلمه، وان كان ممن ينتمون لمابات يطلق عليهم السلفية فحديثه يتمحور في البدعة والابتداع وتكفير جل مسلمي الكرة الارضية بوسمهم بالشرك وان اتيح له المجال اضاف الى احاديث البدعة القتال في سبيل الله تعالى
وهؤلاء ان جازت تسميتهم بالدعاة الجدد وجدوا في الانترنيت مساحات واسعة لهم ومجالا للهروب من النقاش والوقت الكافي لسؤال اهل العلم وطلبتهم ان هم واجهوا من صعاب الاسئلة، لنتكلم بوضوح لهؤلاء الدعاة وللدعاة انفسهم وعلماء التلفزة والمنابر ولنبدا حديثنا بتهمة لكل هؤلاء على لسان انسان غير مسلم ان دينكم ليس دين رحمة انما هو دين ارهاب وقتل وسفك دماء بمعنى ان دينكم دين السيف وليس دين العقل..!
هنا لااشك ان الدعاة واهل العلم سينفون – كما نفوا سابقا وبكتب كثيرة هذه التهمة- ولاشك انهم فعلوا فهي ليس جديدة ومااقصده هنا من طرح هذه التهمة ان جوابكم لها قديما وحديثا هو الاسلام والدين والدعوة الحقيقة وصفات الداعية الحق فلماذا تغيب عن اذهانكم وعن دروسكم وتدريسكم وتعليمكم ؟؟
الله سبحانه وتعالى باية واحدة يحدد لكل داعية منهاج الدعوة واسلوبها بابسط عبارة فيقول سبحانه وتعالى لكل هؤلاء وفي كل زمن ووقت وحين
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
فاول صفات الداعية ان يكون حكيما والحكيم هو صاحب عقل راجح وعلما وفيرا واخلاقا طيبة تصل به ان يكون واعظاً وحين يلتقي بمن يخالفهم مناقشا او موضحا او هاديا فواجب عليه ان يبحث عن احسن الطرق وحين يتبينها يختار احسنها
الامر الاخر المهم ايضا ان يكون الداعية عاملا بما يعلم حتى يقع تحت قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ، فالذي يدعو الى امر ولايفعله فكلامه لن يتجاوز اذن سامعيه باي حال من الاحوال ولن يصل كلامه الى قلوبهم لانه هو اصلا لم يلتزم به فكيف يريد من غيره ماعجز عن اتيانه
كذلك على الداعية ان يتعلم قبل كل شيء التواضع والمحبة والتي بهما يستطيع ان يدخل الى قلوب مستمعيه وان هو توصل لمحبتهم اصغوا لما يقول وانصتوا ، تنازل الى مستواهم ولاتكلمهم من برجك العاجي وتنظر لهم نظرة فوقيه وانهم ضالين وفاسقين وانت المهتدي المؤمن
لاتحكم عليهم بدلا من الله تعالى وتنصب ميزانك لتحاسبهم قبل ان يحاسبهم الله تعالى فهناك من يستبيح دماء المخالفين استنادا لاايات وردت في كتاب الله تعالى فهمها على عكس م***يده الله تعالى فاعطى بذلك صورة مشوهة للدين
فان كان الشخص كافرا او مشركا في نظرك لايحق لك باي حال من الاحوال انهاء حياته فقد ياتي يوم ويتوب الى الله تعالى ويحسن اسلامه فباب التوبة مفتوح امامه مالم يغرغر

» الداعية السعودي الدكتور محمد العريفي : ثانيــــة ً
» للمفكر (لن تهزم امة )
» للمفكر ( انا طفل سوري)
» للمفكر( قريتنا)
» للمفكر (بلادي)