الدين والتدين

الدين والتدين
الدين منهج حياة وضعه الله عز وجل العليم بما خلق وما يصلح امرهم ويوفر لهم الحياة الكريمة في الدنيا قبل الاخرة ،انزل تعاليمه لمن اختارهم رسلا له سبحانه بملامح عامة يشترك بها جميع الرسل سماها الله سبحانه بالدين حينما قال عز وجل ان الدين عند الله الاسلام وهي الاسس التي تتعلق بالعقيدة وفرعيات تختلف باختلاف العصور ولكل فترة وطورا من حياة البشر ما يناسبها من التعليمات وسماها الحق عز وجل شرعة ومنهاجا ،الى ان جاء بخاتم الانبياء سيدنا ومولانا محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام وكونه خاتم الانبياء والمرسلين كانت شرعته ومنهاجا عاما يصلح لكل زمان ومكان في مستقبل البشرية لم يفرط بامر من الامور الا واتى على ذكر مساره العام فحينما يقول الحق سبحانه ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى فالعدل يشمل كل الحياة الانسانية اعتبارا من عدله مع نفسه الى اسرته فجاره فقرابته فمجتمعه المسلم منهم والكافر وقس على ذلك الاوامر الالهية في كتاب الله العظيم التي هي فرض لاتقل اهمية عن فرض الصلاة او الصوم او الزكاة وربما تفوقها اهمية بكثير كون بعض الاوامر تتعلق بما يصلح النفس والاسرة والمجتمع بينما بعض الفرائض ومنها الصلاة تختص بالنفس والشخص ، فالغيبة التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها هي داء ووباء يصاب به المجتمع وفي من الفساد ما لايخفى وربما يتجاوز ذلك الى ازهاق ارواح ومثلها النميمة ، والصدقة من اعظم الفرائض فان كانت حسبما يذكر بعض اهل العلم من ان الصدقة غير الزكاة فالصدقات اعظم فريضة واجرا من الزكاة والصلاة والصوم لان بها اصلاح المجتمع بشكل عام وصلاح المجتمع يثمر صلاح الفرد ذلك لمن ينظر للامور بالكل اهم من الجزء وهي بحد ذاته صلاح للفرد فبها تزكى نفسه ونفس الفقير الذي وصلته الصدقه وتثمر المحبة والاحترام بين الفقير والمجتمع وهل المجتمع الا من فقير وغني ، وهل سبب الكراهية والبغضاء والقتل والقتال الا المادة وحبها وحب تملكها؟
الدين من الله تعالى موجود م***يده الحق عز وجل من عبادة بين دفتي كتابه العظيم ولن يحاسبه او يساله يوم القيامة الا على امر او نهي ورد في كتابه العظيم وجاء تبيان وشرح ذلك مفصلا بشكل عملي في حياة المصطفى عليه الصلاة والسلام توارثته الاجيال جيلا بعد اخر الى قيام الساعه ، وفي فترة من فترات الضعف والانهيار للدولة الاسلامية القديمة وبسبب دخول شعوب الممالك المغلوبه بالاسلام رغبة ورهبة وكثير منهم لايهمه الاسلام واهله ويحاول بكل مااوتي من قوة من قتل رموز الدولة وثلاثة من الخلفاء الراشدين قضو شهداء على ايديهم ومع ذلك لم يدرس امرهم ويبين خفاياهم وخلفيتهم علماء العصور الاولى من الاسلام وتكاد لاتعرف من قتل عمر وعثمان وعلي بمجرد اسمائهم فضلا عن القومية التي ينتمي اليها هؤلاء ومن وراءهم والذين يعملون ليل نهار وفي كافة اطوار الدولة الاسلامية على بث الدسائس والفتن في الشارع الاسلامي ، وفُتِح المجال بالتدين بحديث يرويه راو على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام استغلوا ذلك افضل استغلال فالبسوا فتنهم وما يحتاجونه لبوس ديني بحديث منسوب للنبي الكريم وكثر وضاع الحديث الذي منع تدوينه طوال فترة الخلفاء الراشدين وربما بعدهم ايضا لفترة طويلة فاصبح لدينة سنة رواة اخترعها رواة الحديث ومنحوها قدسية تفوق حتى القران العظيم مكانة و تعظيما وحاول كثير من العلماء في ذلك الحين حينما راوا ما يجري في الشارع الاسلامي من تمحيص وغربلة الاحاديث ونجحوا الى حد ما من كشف وفضح كثير ممن وضعوا الاحاديث زورا وبهتانا وبالرغم من ذلك لايستطيع احد ان يقول بانهم نجحوا تمام النجاح ولو افترضنا جدلا ان عشرة بالمائة من احاديث الوضاع ومن كانوا يتقنون فن التقية والنفاق قد مرّ ووصل الينا فهذه لاشك بانها تشكل مشكلة كبرى وما هذه الاحاديث التي يستند عليها اهل ملل الضلال عنكم ببعيد ، وخلاصة القول ان هناك سنة رواة وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذه الاخيرة كانت عملية طوال عقود من الزمن قبل ان يتم تدوين الحديث - وهذه لمن يتمسك بالحديث غثه وسمينه ويتدين به - كان منهج ومسلك التعبد والتدين في حياة خير هذه الامة من صحابة وتابعين توارثها ابناءهم جيلا بعد جيل لم يكن لاعداء الاسلام من نصيب فيها قبل ان يبدأ التدين بالحديث المروي وجاء ذلك في خضم الاختلافات السياسية والمذهبية فوضع كل ما يؤيد وجهة نظره ومن ضمن هؤلاء اعداء الامة من مجوس ويهود
قد يقول قائل ان هذا تشخيص فاين الحل ؟
الجواب في اعادة النظر بالتدين واساسه من جديد بروح محبة لكل الناس غير منحازة لفئة او فكر معين حتى لاتقع في اسباب الماساة نفسها التي نريد التخلص منها ،الميزان في حل الخلاف والاختلاف ان وجد يكون كتاب الله تعالى كون الكل – يعلن ظاهريا على الاقل- متفق على انه كتاب الله تعالى المنزل الكامل غير المنقوص الذي لاياتيه الباطل من تحريف ونقص وزيادة من بين يديه ولا من خلفه ولعل اكثر الاوامر والنواهي في الكتاب العزيز لااشكال بين المسلمين حولها اللهم سوى ببعض الفروع التي لاتشكل ضررا بالغا في حياة المسلم ودينه وتدينه فاكثر الخلاف هو نتيجة سنة الرواة التي اسست لاختلاف دائم بين المسلمين يتحول في كثير من مظاهره الى العداوة والبغضاء بينهم وربما الى استباحة دم احدهم للاخر
بالعودة الى كتاب ربنا عز وجل رغم تلاوتنا له اناء الليل واطراف النهار نجد ان اوامره واضحة بسيطه يدركها ابن الريف وابن المدينة على حد سواء بالعودة الكاملة له ومحاولة تفعيل روحه التي فيها روحنا وراحتنا ونجاتنا وخلاصنا من الفرقة والاختلاف بالعودة لهذا الكتاب العظيم ومحاولة كل منا ان يكون قرانا يمشي على الارض ستنتهي كل خلافاتنا ونعيد مجد امة نتغنى بمنعتها وعزتها وكبريائها وكرامتها في كل وقت وحين بالاخص حين نلاحظ بانها تنهار في كل عقد امام اقل واهزل الغزوات تعيش بانحدار مستمر فقدنا الامل بعودتها للحياة مجددا فالهزال يصيب كل اجزائها نسال الله تعالى ان يوفقنا والمسلمين الى الاقتداء بكتابه العظيم الذي هو صراط الله المستقيم ولاصراط سواه والحمد لله رب العالمين.

» معنى لااله الا الله والاحرف والارقام في كتاب الله
» حسام الدين الجوكندار
» الدين افيون الشعوب !!!
» صلاح الدين الايوبي والصوفية
» صلاح الدين الأيوبي فارس في ميدان التاريخ