النضال والخيانة في قواميس العرب

النضال والخيانة في قواميس العرب
منذ تشكيل المجتمعات العربية ورغم كل الدعاوى بالعدل والانصاف باستثناء فترة النبوة وقليل من الحكم الراشدي بعدها سيجد الباحث ان الخيانة تهمة جاهزة تلصق بكل من خالف شيخ العشيرة او الخليفة او امير المؤمنين او الوالي او الملك والرئيس والامير والسلطان في العهد الحديث وليس لها أي تقييم او مبرر اخر فكل ماسوى القائد يبرر وتجد له فتوى تخفف اسم او تهمة الخيانة
ولنتكلم عن عصرنا الحديث ولانتبغي الغور في تاريخنا المظلم من الحكم الدكتاتوري بكل ما لهذا المعنى من ظلم وقسوة فاي باحث في التاريخ سيجد الامثلة الكثيرة والتي طالت كبار العلماء والمفكرين والعقول والمخترعين على اعدامهم وسجنهم حتى الموت بتهمة الخيانة لمجرد مخالفتهم القائد الاله
ففي عصرنا الحديث توجه هذه التهمة بكل بساطة لاي شخص ياتي على ذكر القائد بسوء او ينتقد قراراته واحكامه وسياساته الملهمة ولاادري مصدر الالهام عندهم هل هو الهي من فوق السموات او بشري من فوق الارض ، ولعل القضية الفلسطينية حلت محل الدين الاسلامي وفقهه بالسبب الرئيس بتهمة الخيانة ففي الماضي كان من لايعجبه راي الفقهاء الاربعة واعترض عليهم او راي الوالي اتهم بالزندقة او الردة او بالخروج – والخوارج- وبالتالي سجن مؤببد او اعدام مباشر والسياف جاهز
واليوم القضية او الفئة التي يؤيدها القائد هي قمة الوفاء والنضال وكل من ياتي على ذكرها او المساس بها كانت تهمة الخيانة جاهزة له ويقل الحكم عن حكم السابقين ففي يوم من الايام كانت منظمة التحرير الفلسطينية وقائدها عرفات هما معيار النضال والمناضلين والمقاومة والمقاومين وعند حصول أي خلاف بينها وبين القائد تنتهي كل هذه التسميات ليتحول صديق وحبيب الامس ومن يتعاون معه الى خائن ،وبعدها جاءت حركة حماس لتاخذ قمة النضال والمقاومة والكل عاين وعايش التحول عن خلافها مع القادة بالرؤية كيف تحول مجرد الكلام معها تهمة تعد من ابشع التهم وهي الخيانة العظمى..!
هذا اذا غضضنا الطرف عن تهمة الخيانة بسبب التواصل او الكلام مع يهودي او سياسي صهيوني لتكشف الايام عن تعاون وتواصل كل القادة العرب معها من تحت الطاولة بما فيهم قادة المقاومة الفلسطينية لعقود تجلى ذلك في كامب ديفيد بعد اوسلو وعلى مراى من كل االعالم وبالذات العرب المساكين وصورة القائد للمقاومة ويده بيد اقذر الصهاينة بمصافحة حميمة ليتحول هذا الانجاز الذي سجن واعدم كثير من الشباب العرب لمجرد الشكل الى نصر تاريخي للعرب والفلسطينيين ،وراينا كيف رئيس عربي لاكبر دولة عربية يتهم وسيحاكم بتهمة التخابر مع حماس ، حماس المقاومة ، حماس التي بكى لاجلها وضحى اهل مصر بكرامتهم لعقود من الزمن بحجة الدعم لفلسطين والعمل لتحريرها ، ولنا ان نسال اخيرا أي معيار لدى العرب بتحديد المناضل من الخائن؟ وهل يصبح المناضل خائنا مع انه لم يتغير ولم يتبدل ؟ الجواب عند مستشار احد الرؤساء او الملوك او الامراء او السلاطين فابحثوا عندهم عن الاجابة الشافية وكان الله في عون عقولكم قبل الانفجار..

» الغنم فخر العرب
» العرب والقومية العربية
» ادمان النيت عند العرب
» أحمد مطر يخاطب الزعماء العرب
» الحكام العرب والصمت المقيت