الحسكة ونظام الاسد

الحسكة المؤيدة من اكثر المدن عقابا من رجالات النظام
مدينة في شرق سورية يغلب على اهلها الطابع العشائري الذي لايعرف عن السياسة أي شيء اذا استثنينا بعض المدن التابعة لها ذات الاغلبية الكردية المضطهدة ايام حافظ الاب والمتمردة ايام بشار الابن، عانى اهلها بكل اطيافهم كثيرا من ظلم النظام على مدى عقود وتهميش متعمد لهذه المنطقة من سورية ، تكاد لاتلحظ بها أي اهتمام من قبل الدولة بكل مجالات الحياة الاقتصادية على الرغم من انها السلة الغذائية والنفطية لكل سورية فلاتجد بها معملا واحدا باستثناء الغزل والنسيج
وكعادتها منذ العثمانيون ويومنا هذا مرورا بالاحتلال الفرنسي وما تخلله من ثورات في كافة المدن السورية مدينة مسالمة لاعلاقة لها بالسياسة ولا من يجلس على الكرسي ومن يذهب لهذا لم يكن للثورة السورية اليوم أي صدى في شوارعها مظاهرات تكاد تكون فردية لبعض الشبان قمعت اشد القمع من الاهالي قبل رجالات النظام وتاييد واضح المعالم في كل ميادين الحياة المجتمعية ، حتى وصول طلائع الجيش الحر من دير الزور والذين وضعوا نصب اعينهم الغنائم من الحبوب والنفط المتواجدة بكميات هائلة لان سورية كلها تعتمد على مخزون الحبوب في هذه المحافظة وقبل هذا ورغم التاييد الكامل للنظام ولدت معانات تزداد يوما بعد يوما لدى اهلها فقد بدا انقطاع التيار الكهربائي وكل مدن سورية التي تقصف كل يوم بالصواريخ لم ينقطع عندها التيار الكهرباء ولا الاتصالات ولا الانترنيت فكانت الحسكة في طليعة هذه المدن بفترات الانقطاع ومدتها ولم يشفع لها الامن والامان الذي تعيش من ارتفاع اسعار المواد قبل كل سورية بشكل جنوني حتى ضاق العيش على من كان ضيقا عليهم قبل الثورة بسنوات طوال ، ويوما بعد يوم تزداد المعانات وضنك العيش وعادت المدينة نصف قرن الى الوراء في نمط العيش من الانارة والتدفئة وادوات الطبخ وحتى انواع الاطعمة فكل ما كان يحدثنا به كبار السن عن نمط عيشهم ونستغربه ولانتصور الحياة بشكله اصبح اليوم واقعا تاقلم الشعب معه فلم يعد يهم ان اتت الكهرباء او لم تاتي ولم يعد مهما ان كان هناك خبز ام لا وحتى ان انعدمت كل المواد الغذائية لايهم حتى جاءت معانات لامفر من الموت معها والخراب والدمار انها انقطاع المياه ، والماء معروف انه الحياة ذاتها فالذي قال وجعلنا من الماء كل شيء حي سبحانه يعلم ان لاحياة بدونه باي حال
تاتي الاخبار عن خلافات بين جبهة النصرة التي تحتل مصدر الكهرباء وحزب العمال الكوردستاني الذي يحتل منابع الماء فجبهة النصرة تريد منع الكهرباء عن مدينة راس العين التي طرد الكرد جبهة النصرة منها والاكراد يحتجون بدون كهرباء لايمكن ضخ المياه للمدينة واخبار اخرى عن كسر الاكراد مواسير المياه الرئيسية التي تمر عبر اراضيهم لارواء محاصيلهم الزراعية وبالتالي لايصل الماء للمدينة وانباء اخرى ان كل هذه حجج واهية فالامر بيد النظام الذي بدا يعاقب شعب المدينة الذي بدا يتململ مرغما من كثرة معاناته وشدتها فقد سبق ان عاقبها بقطع التيار الكهربائي لساعات طوال فقد كانت تاتي لثلاث او اربع ساعات كل يوم فقط في وقت لم يكن بكل المحافظة أي حراك ثوري مسلح وكما اسلفنا لم تكن تقطع حتى عن حمص التي يعلم الجميع معاناتها من هجمات النظام وقصفه وتدميره لها , وشر البلية مايضحك رغم ان التيار الكهربائي منذ عامين شبه مشلول في هذه المدينة والماء نوعا ما حد الكفاية يقوم النظام في هذه الايام بحملة لتحصيل فواتير الكهرباء والماء ويمنع أي سيارة او راكب من المرور دون ابراز ما يثبت التسديد
هل يمكن بعد ان وصل الامر الى الماء ان يشعر هؤلاء البشر انهم بشر ولهم حق العيش الكريم وان هذا النظام يجب ان يرحل؟؟
وهل يمكن ان يتحرك الجياع وتبدا ثورتهم والتي لايمكن لكل انظمة القمع العالمية ان تردعهم ان هم تحركوا ؟؟
هذا ما ستخبرنا به الايام القلائل القادمة ان استمر انقطاع المياه بهذا الشكل التعسفي الاستفزازي وعسى ان يكون قريبا..!

» قصة بين الاسد والحمار
» نهاية الاسد والتآمر الدولي
» هل حان رحيل الاسد
» بشار الاسد جن جنونه
» مصرع ماهر الاسد