ثورة الحسكة من الالف الى الياء

ثورة الحسكة
مثل كل المدن السورية ، بعض الشباب خرج من مسجد في حي غويران في نيسان 2011 يطالب بالحرية ويتضامن مع درعا ، لتتوجه فرق القمع يشاركها بعض من يدين للبعث وعائلة الاسد بمعاشه وثروته - - والذين اصبحوا في ما بعد من امراء جبهة النصرة وداعش حين قويت شوكتها في المنطقة - - ليقوموا بمقمع هؤلاء الشباب وضربهم بالايدي والحجارة والعصي ، واستمر الشباب القليل العدد والامكانيات بالتظاهر حتى بدأت وفود الانتهازيين وطلاب الجاه والثروة بالوصول من سورية وكثير من دول العالم الى تركيا لتبدا اللعبة والتامر على ثورة سورية وثوارها وكثير منهم اتضح في مابعد تامرهم مع النظام لاختراق صفوف المعارضة ولايزالون حتى يومنا هذا
وبعد اشهر من سفك دماء زكية في كل مناطق سورية تمت مطالبة المعارضة بتوحيد صفوقها وتشكيل جسم سياسي يمثل الثورة والثوار لينبثق المجلس الوطني وبعده الائتلاف ، ولكي يكون العضو فاعلا كان عليه ان يثبت تمثيله لاكبر عدد من المتظاهرين ليتم التواصل بين فنادق استمبول ومعارفهم في الداخل ليندسوا ضمن المتظاهرين ويرفعون اسماء بعض الشخصيات انها تمثل الشارع الثائر في منطقة ما على سورية ، وتبث الصور من المظاهرات مع لافتات وقصاصات بان هذا الشخص يمثل هؤلاء المتظاهرين ، ليقبض عضو استمبول ويبعث – لعصابته في الداخل قسم من الغنائم التي حصل عليها من بعض الامراء او الدول-
واستمرت المظاهرات بزخم اكبر في غويران وبعد ان تم تحجيم من انكشف من المندسين في التظاهرات ومنع لافتاتهم من الظهور انقسم المتظاهرين ولحق بالمظاهرات شباب الكرد في حي الصالحية وشباب عرب من حي العزيزية وبدا الحراك يكبر في هذه المدينة واستشهد بعض الشباب لتتحول المظاهرات الى مواجهة بين الحجارة والرصاص
واستطاعت الحجارة ان تنصر على الرصاص ويتم طرد كل تواجد للعسكر الاسدي داخل الحي ليكون حي غويران حرا لتستمر التظاهرات بشكل يومي دون أي تعكير لمسارها ضمن الحي
وتنتقل الثورة في سورية الى التسليح بعد تزايد اعداد الشهداء بشكل لم يعد احتمال الصبر عليه ، فكان لابد من الدفاع عن النفس باي وسيلة ممكنة , لينتقل النظام الى القسوة التي لامثيل لها على وجه الارض من قصف بكل انواع الاسلحة على من لايجدون اكثر من بندقية صيد او – كلاشنكوف- باع مايملكه ليشتريها وبعض ذخيرتها , ووسط مطالبات الشعب والشعوب العربية بضرورة مد الثوار بالسلاح قدر الامكان ، تحول معارضوا الفنادق الى تجار سلاح كل منهم يدعم مجموعة تعلن عن نفسها ببعض الصور مع تسميات رنانة وكاذبة في غالبها ، فاللواء والفيلق والكتيبة التي يعلنون عنها في معظمها لاتتجاوز عشرة اشخاص مع ثلاثة بنادق ، لتعلن ولائها لمن اتف معها على انه يمثلها ليتم توجيه الدعم بالمال الكثير اليه ليشتري السلاح والذخيرة لثواره , فاتجه معظم الشباب من المتظاهرين في الحسكة واكثرهم لايعرف عن الدين أي شيء بل اؤكد ان اكثرهم لايعرف كيف يصلي الى مدينة راس العين التي تم تحريرها بواسطة ثوار من حلب ودعم من ثوار دير الزور
فهؤلاء الذين لايعرفون عن الاخلاق الا القليل وغالبيتهم من بائعي الدخان والمواد المهربة ليستغلهم قادة مجالس عسكرية من ضباط كل اهل غويران يعرفونهم ويعرفون تاريخهم وسلوكهم وخلفياتهم ليعطوا في النهاية اسوء صورة للثورة والثوار باتجاههم للغنائم ذلك المصطلح الفضفاض الذي لم يستثني مال للشعب والدولة
وكون راس العين في غالبها للاكراد اتجهت ارتال مسلحي الكرد اليها لتعيد احتلالها وطرد الثوار منها بعد مواجهات قتل خلالها كثير جدا من شباب غويران
اتجهوا نحو الشدادي التي تم تحريرها حديثا من قبل جبهة النصرة لتتم خلال هذا التحرير اكبر سرقة لثروات الشعب السوري من نفط واليات ومعدات استخراجه ونقله ليلتحق ثوار غويران بالركب فيتم منعهم وتحجيمهم ومراقبتهم فذاقوا ذرعا بجبهة النصرة لحرمانهم من الغنائم ليتجه بعضهم الى دير الزور والبعض الاخر الى اطراف ريف الحسكة ليعملوا حواجز تخصهم والبحث عن غنيمتهم الخاصة من خلال اتاوات على السيارات العابرة وخطفها وطلب الفدية عليها بالاخص ان كانت تخص غريمهم الاول الكرد
وبعد اشهر وبعد ان ولدت داعش من جبهة النصرة تم تحرير كل المناطق المحيطة بالمدينة من قبل داعش العميلة للنظام بكل ماتعنية العمالة ، بل فاقت النظام تعسفا واضطهادا للشعب ليتقلص تواجد ثوار الحسكة ممن لم ينتمي للفصيلين الاسلاميين جبهة النصرة وداعش وحين لم يعد هناك مكان يحتويه دخل الى حي غويران والمدينة ليقتصر بعدها عمله على خطف السيارات والاليات العامة والخاصة وبيعها في محافظة دير الزور
وحين ضاق التجار والاهالي بهم ذرعا تدخل الجيش ليقطع عليهم أي طريق للتحرك خارج شوارع الحي وتعتقل حواجزه ومناصريه كل من يمت بصلة قرابة للثوار وبعد فترة من هذا الحصار الخانق تمت المصالحات على استحياء مع النظام لتتم بعدها علانية ودون خوف ويسلم الكثير سلاحهم وينضم بعضهم لما يسمى الدفاع الوطني – المقنعين – ويحاول من تبقى الحصول على عمل بعد ان انقطعت سبل العيش وسط هذا الغلاء والبلاء الذي حل بالمدينة والمنطقة
وختاما اقول ومن خلال متابعتي لكل الاحداث منذ بداياتها ان ثوار الحسكة في غالبيتهم العظمى لم تتوجه بنادقهم نحو النظام ابدا ولايزال صنم باسل الاسد في حي غويران وحرسه الذي لايتجاوزون لفترة قريبة عشرة افراد واقفا ولم يتعرض لاذية لا هو ولا من يحرسونه!!
وهكذا من تبقى منهم وصل به الامر الى ان المسألة باتت بالنسبة اليه مسالة حياة او موت لاوسط فيها ولهذا ان حاول النظام فرض السيطرة على حي غويران تصدى له شبابها على قلة امكانياتهم تصدي بطولي لايصدق كما حصل في الاونة الاخيرة حينما حاول فصيل المقنعين الدخول الى الحي فتم قتل العشرات منهم وببنادقهم تصدوا للدبابات وتحملوا القصف بالمدفعية والهاون والاسلحة الرشاشة الثقيلة لاسبوعين كاملين ولله الحمد والمنة
هذه حقيقة ماجرى في الحسكة من الالف الى الياء واعلم بان البعض لن يعجبه هذا الكلام وان كان منصفا وتنازل عن عاطفته بعض الشيء سيجد ان ماذكرته هو الحقيقة والحقيقة الموجعة للاسف الشديدوبالرغم من كل شيء اسال الله تعالى ان يحفظهم من كيد النظام وزبانيته ومؤيديه وان ينصرهم على كل خائن لاهله وبلده انه سميع مجيب

» ثورة الجزيرة والفرات السورية
» "ثورة الشكّ
» اسطورة ثورة لم تكتمل
» ثورة الفرات النفطية
» الثورة السورية يلزمها ثورة