ثورة الفرات النفطية

ثورة الفرات النفطية
ككل مناطق سورية الثائرة انطلق الشباب الثائر بابسط انواع الاسلحة وفي زمن قياسي بدأ تحرير المدن من سطوة النظام المجرم في سورية ، ليحصلوا على غنائم من السلاح من قوات النظام الهاربة مايكفيهم مؤنة التسول للعالم العربي والغربي بامدادهم بالسلاح ، وبفترة قياسية بل معجزة لاتخفى على احد تمكن الثوار من بسط سيطرتهم على اكثر من نصف سورية بهذه الاسلحة البسيطة لتبدأ الانشقاقات والهروب الى تركيا لتشكيل معارضة تقوم على قيادة الثورة والثوار بمجالسها العسكرية وتشكيلاتها المشبوهة ، التي لم تكن تكلف النظام اكثر من الايعاز لمن يواليه كل الولاء باعلان انشقاقه عن النظام ليتسلم بعدها كتائب الثوار وقيادتهم نظرا لخبرتهم العسكرية ، اضف الى ذلك قدوم كل من هب ودب دون تمحيص او الية لمعرفة خلفية هؤلاء القادمون من خلف الحدود وبالاخص العراقيين الذين استلموا منذ قدومهم ثورة الفرات لتتحول وبنفس الفترة القياسية في انجازاتها الى ثورة هادئة تبحث عن الغنائم المادية وليست العسكرية كما في السابق لتتجه بوصلة الثورة الى النفط والحبوب ومقدرات الشعب العامة
وبعد شهرين او ثلاثة التي لزمت الثوارلتحرير ريف دير الزور واجزاء واسعة من المدينة اتجهت كتائب الثوار الى ابار النفط لتتشكل دويلات متناثرة متخاصمة ، وتعود العشائرية من جديد لمنطقة نسيتها منذ زمن بعيد
فقد كان كل بئر نفطي في هذه المنطقة يعود الى كتيبة قائدها واغلب عناصرها من عشيرة مشهورة في الغالب من عشائر دير الزور ، لتصب الواردات في جيبه وجيب اقاربه بمبالغ لايصدقها عقل أي سوري ولك ان تتصور حينما لايملك الوقت من عد النقود فيتحول الى الميزان ليزن به المبالغ في الاكياس بعد ان بات معلوما وزن الواحد كيلو غرام عدد مابالكيس من نقود وحسب الفئة ان كانت من الالف او الخمسماية !!
ولك ان تتصور ومن خلال فيديو على الموبايلات انتشر في كل الجزيرة السورية حينما يوقد احد امراء النفط النار بالنقود ليعرف كم يكلفه غليان ابريق الشاي ، عدا عن انتشار اسواق بيع كل انواع الاسلحة حتى الثقيل منها في مدن دير الزور لتتفوق عددا وتنوعا على اسواق بيع الخضار في تلك المدن ، اضف اليها اسواق بيع المسروقات من أي جهة كانت من سيارات واليات ثقيلة وادوات منزلية وغيرها
وفي هذا الوقت من ثراء هؤلاء الثوار ان صحت تسميتهم بالثوار كان ثوار حمص ودمشق ودرعا يستغيثون من اجرام النظام بنجدتهم ببعض قطع السلاح ، بل حتى الشرفاء القلة من ثوار دير الزور والذين يحاصرون مطار دير الزور منذ اكثر من عام لايملكون الطعام الذي ياكلون ولايملكون ما يرسلونه لعائلاتهم كي ياكلوا ، وان وصل احد الثوار الى هؤلاء الامراء يطلب ذخيرة او سلاح يصرون على بيعه مع مراعاته بالسعر !!
وقد التقيت بالصدفة باحد تجار السلاح وجلسنا نتحدث بكل صراحة عن وضع دير الزور ليخبرني الكثير الكثير من قصص الثراء الفاحش وان اكثر مدن الريف بات دولة مستقلة بكل معاني الدولة والخبر الذي هالني حين اخبرني انه في الوقت الذي كانت الاشتباكات دائرة في مدينة راس العين بين الثوار وحزب العمال الكوردستاني بجانب الحسكة وقد قتل فيها من شباب الحسكة وبالذات من شباب غويران في ذلك الوقت كان الاكراد يشترون السلاح من ذخيرة وغيرها من ريف دير الزور المحرر !!!
وابى الله سبحانه وتعالى الا ان يفضحهم وتفرقوا الى كتائب متناحرة القوي منها ياكل الضعيف لتتوجه هذه الاسلحة في النهاية الى صدور بعضهم البعض ليقتلوا خيرة الشباب في مذابح قد ياتي اليوم التي نقف على تفاصيل بشاعتها ويظهر السلاح الذي لو توجه قبل عام الى المطار ومدينة دير الزور لما استطاعت قوات النظام ان تصمد امامه ساعات وليس ايام ، ولاتزال حتى هذه اللحظة المجازر ترتكب في تلك المناطق وهم اخوة وابناء عمومة وجيران منذ مئات السنين، وترتفع الاصوات التي تنادي بوقف القتال ولااحد يسمع لها وكان السبب خافيا على من يبحثون عن وقف اراقة الدماء انه النفط ايها السادة

اذا اردتم ان يتوقف نهر الدم الزكي من شباب المسلمين في تلك المناطق وغيرها فما عليكم ياقادة الجيش الحر الشرفاء سوى ارسال كتيبة مدربة الى صحراء الحسكة ودير الزور وتدمير ابار النفط والغاز تدميرا لايمكن اصلاحه بالوقت الحاضر على الاقل عندها فقط ستنتهي الفتنة وسيعود الثوار الى ما بدأوا به من تحرير المدن التي لايزال نظام الاسد يذيقها الويلات والتدمير والخراب فهل هناك من يستمع ؟!!

» "ثورة الشكّ
» اسطورة ثورة لم تكتمل
» الثورة السورية يلزمها ثورة
» ثورة الجزيرة والفرات السورية
» ثورة الحسكة من الالف الى الياء