منتديـات الفكـر الحـر ..
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديـات الفكـر الحـر ..

مساحة للتعبير عن رأيك بكل حرية لايمنعك الا اخلاقك ودينك وخوفك من الله تعالى
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
اهلا بكم في منتديات الفكر الحر وحرية التعبير .. نتمنى لكم اقامة طيبة بين ربوع افكار ومشاعر واراء خطتها اقلام بكل صدق .. مرحبا بكم
يارب الى من سواك نشكوا ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ؟يارب هذا الخنزير واعوانه المجوس عاثوا في البلاد الفساد فخذهم اخذ عزيز مقتدر وانت القوي العزيز انهم لايعجزونك يااالله
اللهم سلط على الخنزير بشار الاسد جند من عندك يسومونه ومن يعينه ويسانده ويؤيده بسفك دماءنا وقتل اطفالنا وتدمير بيوتنا وتهجير عوائلنا وتعذيب شبابنا سوء العذاب يااااااااارب ياااااالله يا قادر ويا مقتدر يارب العالمين
ياااااااااربنا ياجبــــــــــار ...خلصنا من اللخنزير بشاااارِِِ «كلمة حق تشفع لك عند الله يوم القيامه لاتبخل بها اينما تواجدت ولاتخشى الا الله فذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلاتكن وليا للشيطان بصمتـــــــــــــــــــــــــــك على جرائم العصابات الاسدية المجوسية فلن تموت الا باجلك الذي قدره الله لك ولو اجتمع اهل الارض والسماء على ان يضروك بشيء ما كتبه الله عليك فلن يضروك كن مؤمننا بما تردده طوال عمرك بانك لن تموت الا بساعتك واصرخ باعلى صوتك بانكار المنكر الذي لم يعد يخفى على احد »
عاشــــــــــــــــــــــــــــت سورية ويسقط بشار الكلب
يا الله رحمتك يا رب .... لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأكثر شعبية
اوراق مبعثرة
سيكاره وكأس شاي...وبعض الكلام
ألف ليلة وليلة
شاركونا بحكمة اليوم ...
(( أسماء الله الحسنى ))
تفضل بدعاء لوجه الله تعالى عسى ان يستجاب لك
تفسير الاحلام إبن سيرين
كلمات جميله عن التفاؤل بالحياه
طريقة عمل ورود بشريط الستان
ربَي . . عوضنيّ بمآ هو خيرٌ ممآ خسرت !
لحظة من فضلك

لَيّهُ كُلّ ما جيت أَسْأَلَ هالمكان

أَسْمَع الماضِي يَقُول أَسْمَع الماضِي يَقُول

ما هُوَ بَسَّ أَنا حَبِيبَيْ

الأَماكِن الأَماكِن

الأَماكِن كُلْها مُشْتاقَة لَكّ

الأَماكِن إِلَى مريت أَنَت فِيها

عايِشهُ بِرُوحِيّ وَأَبِيها

بَسَّ لِأُكَنّ ما لَقِيَتكَ

جيت قِبَل العَطِر يَبْرُد

قِبَل حَتَّى يَذُوب ڤِي صَمَتتَ الكَلام وأحتريتك

كُنتِ أَظُنّ الرَيِّح جابَت عَطِركِ يَسْلَم عَلِيّ

كُنتِ أَظُنّ الشَوْق جابَكَ تَجْلِس بِجَنْبِي شَوِيّ

كُنتِ أَظُنّ وَكُنتَ أَظُنّ

وَخابَ ظَنِّي

وَما بَقَّيْ بِالعُمْر شَيّ وأحتريتك

الأَماكِن الأَماكِن

الأَماكِن كُلْها مُشْتاقَة لَكّ

بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» قبيلة عليان
الوسطية في الاسلام Emptyالثلاثاء يونيو 11, 2024 4:42 pm من طرف العلياني

» بني بشر همدان و بني الحواشي همدان
الوسطية في الاسلام Emptyالأحد يناير 07, 2024 2:03 pm من طرف الهمداني يام

» عشيرة بني خضير
الوسطية في الاسلام Emptyالخميس نوفمبر 30, 2023 10:50 pm من طرف الهمداني يام

» قبيلة بني حجاج ( الحجاجي ) في الخليج واليمن
الوسطية في الاسلام Emptyالجمعة نوفمبر 17, 2023 1:52 pm من طرف الهمداني يام

» قبايل نهم البكيلية الهمدانية
الوسطية في الاسلام Emptyالإثنين نوفمبر 13, 2023 7:14 pm من طرف الهمداني يام

» قبيلة بنو شنيف بن منصور بن ربيعة الهمداني
الوسطية في الاسلام Emptyالسبت نوفمبر 11, 2023 5:56 pm من طرف الهمداني يام

» نبذة عن قبائل بلاد الروس
الوسطية في الاسلام Emptyالثلاثاء أكتوبر 31, 2023 10:24 am من طرف الهمداني يام

» نـسب يام بن اصبا بن دافع الهمداني
الوسطية في الاسلام Emptyالإثنين أكتوبر 23, 2023 4:36 pm من طرف الهمداني يام

» منتدى جميل
الوسطية في الاسلام Emptyالثلاثاء سبتمبر 05, 2023 1:09 pm من طرف زائر

» نسب قبيلة عليان الهمدانية
الوسطية في الاسلام Emptyالخميس ديسمبر 29, 2022 5:04 pm من طرف العلياني

» نبذه عن قبيلة عليان الهمدانية
الوسطية في الاسلام Emptyالخميس ديسمبر 29, 2022 4:50 pm من طرف العلياني

» تنصيب هشام بن القبيب بن مذكر اليامي على همدان
الوسطية في الاسلام Emptyالسبت أكتوبر 08, 2022 1:47 pm من طرف الهمداني يام

تتبع قوقل

 

 الوسطية في الاسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المفكر
مشرف عام
مشرف عام
المفكر


عدد المساهمات : 2513
تاريخ التسجيل : 03/07/2011
العمر : 63

الوسطية في الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: الوسطية في الاسلام   الوسطية في الاسلام Emptyالخميس أغسطس 18, 2011 12:26 am

د. محمد عمارة
في الوسطية الإسلامية تتمثل السمة والقسمة التي تجد -بحق- أخص ما يخص به المنهج الإسلامي عن مناهج أخرى لمذاهب وشرائع وفلسفات؛ بها انطبعت الحضارة الإسلامية في كل القيم والمعايير والأصول والمعالم والجزئيات، حتى لنستطيع أن نقول: إن هذه الوسطية، بالنسبة للمنهج الإسلامي وحضارته هي "عدسته اللاّمة" لأشعة ضوئه، وزاويةُ رؤيته كمنهج، وزاوية الرؤية به أيضًا.

وهي قد بلغت وتبلغ هذا المقام، لأنها -بنفيها الغلو الظالم والتطرف الباطل- إنما تمثل الفطرة الإنسانية قبل أن تعرض لها وتعدوَ عليها عوارض وعاديات الآفات.. تمثل الفطرة الإنسانية في بساطتها وبداهتها وعمقها وصدق تعبيرها عن فطرة الله التي فطر الناس عليها. إنها صبغة الله، أراد I لها أن تكون صبغة أمة الإسلام، وأخص خصوصيات منهج الإصلاح بالإسلام، فقال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143].

إنها الحق بين باطلَين؛ والعدل بين ظلمَين؛ والاعتدال بين تطرفَين؛ والموقف العادل الجامع لأطراف الحق والعدل والاعتدال، الرافض للغلوّ إفراطًا وتفريطًا؛ لأن الغلو الذي يتنكّب الوسطية هو انحياز من الغلاة إلى أحد قطـبَي الظاهرة، ووقوف عند إحدى كفتي الميزان، يفتقر توسط الوسطية الإسلامية الجامعة وإمكانات الشهادة والشهود.

وهذه الوسطية الإسلامية الجامعة ليست ما يحسبه العامة انعدام الموقف الواضح والمحدد أمام القضايا والمشكلات؛ لأنها هي الموقف الأصعب الذي لا ينحاز الانحياز السهل إلى أحد القطبين وفقط، فهي بريئة من المعاني "السوقية" التي شاعت عن دلالات مصطلحها بين العوام، وهي كذلك ليست "الوسطية الأرسطية" كما يحسب كثير من المثقفين ودارسي الفلسفة الغربية وطلابها؛ لأن الوسطية الأرسطية التي رأى بها أرسطو (384- 322 ق.م) أن الفضيلة هي وسط بين رذيلتين هي في العرف الأرسطي أشبه ما تكون في توسطها "بالنقطة الرياضية" التي تفصلها عن القطبين -الرذيلتين- مسافة متساوية، تضمن لها التوسط والوسطية. إنها نقطة رياضية، وموقف ساكن، وشيء آخر لا علاقة له بالقطبين اللذين يتوسطهما، وليست هكذا الوسطية في اصطلاح الإسلام.

إنها في التصور الإسلامي موقف ثالث حقًّا، وموقف جديد حقًّا، ولكن توسطه بين النقيضين المتقابلين لا يعني أنه منبت الصلة بسماتهما وقسماتهما ومكوناتهما. إنه مخالف لهما، لكن ليس في كل شيء؛ وإنما خلافه لهما منحصر في رفض الانحصار والانغلاق على سمات كل قطب من الأقطاب وحدها دون غيرها، منحصر في رفضه الإبصار بعين واحدة، لا ترى إلا قطبًا واحدًا.. منحصر في رفضه الانحياز المغالي، وغلو الانحياز؛ ولذلك، فإنها -كموقف ثالث، وجديد- إنما يتمثل تميّزها، ومتمثل جدّتها في أنها تجمع وتؤلف كل ما يمكن جمعه وتأليفه -كنسق غير متنافر ولا ملفق- من السمات والقسمات والمكونات الموجودة في القطبين النقيضين كليهما. وهي لذلك وسطية "جامعة"، تتميز عن تلك التي قال بها حكيم اليونان.

الوسطية الجامعة
إن "العدل" -والوسطية هي العدل بين ظلمين- لا يعتدل ميزانه بتجاهل كفتيه، والانفراد دونهما، كما أنه لا يعتدل ميزانه بالانحياز إلى إحدى الكفتين. وإنما يعتدل بالوسطية الجامعة التي تجمع الحكم العادل من حقائق ووقائع وحجج وبيّنات الفريقين المختصمين -كفتي الميزان-؛ ولهذا كان قول رسول الله : "الوسط: العدل، جعلناكم أمة وسطًا"[1]. كان التعبير عن حقيقة مفهوم الوسطية في الإسلام.

وفي ضوء هذا المضمون الإسلامي لمصطلح "الوسطية" -وهو المضمون الذي ميّزها بوصف "الجامعة"- نقرأ كل الآيات القرآنية التي أشارت إلى هذه الخصيصة من خصائص المنهج الإسلامي في الإصلاح؛ فأمة الإسلام هم: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]. والمنهاج الوسطي في الإنفاق تشير إليه آيات من مثل: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِرْ تَبْذِيرًا} [الإسراء: 26]، {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29]. فلا الرهبانية النصرانية والنُّسك الأعجمي ولا الحيوانية الشهوانية والتحلل من التكاليف.

وإذا نحن شئنا معرفة الامتياز العظيم الذي تمثله "الوسطية الجامعة" وتحققه للمنهج الإسلامي في الإصلاح، والشمول الذي تبلغه تأثيراتها عندما تُراعى وتوضع في الممارسة والتطبيق، فإننا نستطيع ذلك عندما ندرك كيف مثلت هذه الوسطية -وتمثل- بالنسبة للإصلاح الإسلامي طوق النجاة من تمزق وانشطارية وثنائية المتقابلات المتناقضة، على النحو الذي حدث في حضارات أخرى، وفي الحضارة الغربية على وجه التحديد.

فبهذه الوسطية الجامعة لم يعرف المنهاج الإسلامي التناقض الذي لم يجد له حلاًّ بين: الروح والجسد، الدنيا والآخرة، الدين والدولة، الذات والموضوع، الفرد والمجموع، الفكر والواقع، المادية والمثالية، المقاصد والوسائل، الثابت والمتغير، القديم والجديد، العقل والنقل، الحق والقوة، الاجتهاد والتقليد، الدين والعلم... إلى آخر الثنائيات، التي عندما افتقد منهج النظر إليها قسمة "الوسطية الجامعة" حدث الانقسام الحاد والشهير في فلسفة الحضارة الغربية إلى "ماديين" و"مثاليين" و"مادية" و"مثالية"، و"عقلانيين" و"لاهوتيين"، و"متدينين"، و"فلاسفة" و"مؤمنين"... منذ العهود اليونانية لتلك الحضارة وحتى نهضتها الحديثة وواقعها المعاصر.

لقد مثلت الوسطية الإسلامية الجامعة لحضارتنا ولمنهاج الإصلاح الإسلامي طوق النجاة من هذه الثنائيات وتمزقاتها وغلوها. ولذلك، كانت المعيار لإسلامية مناهج النظر الفكري ومناهج الإصلاح بالإسلام.

ولقد تألقت الدعوة الإصلاحية للإمام محمد عبده حول بدايات القرن الرابع عشر الهجري في واقع حضاري تميز بسيادة الجمود والتقليد في دوائر طلاب العلم الديني -وهو غلو يحجب الدين والإصلاح الإسلامي عن الواقع والحياة- فيخلق الفراغ الديني الحق في هذا الواقع، ويبعد المنهاج الإصلاحي الإسلامي عن أن يكون هو سبيل الأمة للنهضة والتقدم.

كما تميز هذا الواقع الحضاري بزحف النموذج الغربي في التقدم والتحديث على الشرق الإسلامي، ذلك النموذج الذي وفد إلى بلادنا في ركاب الغزوة الاستعمارية الغربية الحديثة لعالم الإسلام. وهو نموذج قد تميز بالغلو الشديد، وذلك عندما انحاز إلى عالم الشهادة رافضًا عالم الغيب، وإلى الدنيا في مواجهة الدين، وإلى الفردية في مقابلة الجماعة، وإلى الأرض في رفضه لحاكمية السماء وشريعتها، وإلى المادية والوضعية في مقابلة الروح، وإلى القوة في مواجهة العدل، وإلى الصراع بدلاً من التدافع، وإلى العقل في مقابلة النقل والوجدان... فملأ هذا النموذج الغربي الفضاء الفلسفي والثقافي والسياسي بحشد غفير من "الثنائيات المتناقضة" التي عبرت وتعبر عن غلو التفريط، المقابل لغلو الإفراط الذي مثله الجمود والتفكير والتقليد السائدَين بين طلاب علوم الدين في شرقنا الإسلامي في ذلك التاريخ.

ولمجافاة كلا الموقفين -جمود طلاب علوم الدين، وجحود طلاب العلوم الغربية- لمنهاج الوسطية الإسلامية في الإصلاح والنهوض، كان حرص الإمام محمد عبده على تميز منهاجه في الإصلاح بسمة الوسطية الإسلامية الجامعة. فكتب عن تميز موقفه ومنهجه ودعوته بهذه الوسطية عن أهل الجمود والتقليد للموروث، وأهل الجمود والتقليد للوافد الغربي فقال: "ولقد خالفتُ في الدعوة إليه (أي إلى منهجه في الإصلاح) رأي الفئتين العظيمتين اللتين يتركب منهما جسم الأمة: طلاب علوم الدين ومن على شاكلتهم، وطلاب فنون هذا العصر ومن هو في ناحيتهم"[2].

ثم تحدث عن أن هذه الوسطية التي انحاز إليها وتميز بها منهاجه الإصلاحي ليست خيارًا ذاتيًّا، وإنما هي منهاج الإسلام، الذي تميز به عن الغلو الذي أصاب أهل الشرائع الأخرى، "فلقد ظهر الإسلام، لا روحيًّا مجردًا، ولا جسديًّا جامدًا، بل إنسانيًّا وسطًا بين ذلك، آخذًا من كلا القبيلين بنصيب، فتوافر له من ملازمة الفطرة البشرية ما لم يتوافر لغيره. ولذلك سمى نفسه دين الفطرة وعرف له ذلك خصومه اليوم، وعدّوه المدرسة الأولى التي يرقى فيها البرابرة على سلم المدنية"[3].

فالوسطية هي السمة المميزة للإسلام، وهي السبب الذي جعل الإسلام دين الفطرة البشرية السوية، فكان لذلك سلم الارتقاء على درب المدنية، بشهادة الخصوم قبل الأصدقاء.

وبهذه الوسطية التي تميز بها الإسلام تميزت أمة الإسلام عن أمم الشرائع السابقة التي حُرّف بعضها إلى الغلو المادي، وحُرّف بعضها الآخر إلى الغلو الروحاني، وبعبارة الإمام محمد عبده: "ذلك أن الناس كانوا قبل ظهور الإسلام على قسمين: قسم تقضي عليه تقاليده المادية المحضة، فلا همَّ له إلا الحظوظ الجسدية، كاليهود والمشركين؛ وقسم تحكم عليه تقاليده بالروحانية الخالصة، وترك الدنيا وما فيها من اللذات الجسمانية، كالنصارى والصابئين وطوائف من وثَنيّي الهند أصحاب الرياضات. وأما الأمة الإسلامية فقد جمع الله لها في دينها الحقين؛ حق الروح وحق الجسد، فهي روحانية جسمانية. وإن شئت قلت: إنه أعطاها جميع حقوق الإنسانية، فإن الإنسان جسم وروح، حيوان ومَلَك، فكأنه قال: جعلناكم أمة وسطًا، تعرفون الحقّين وتبلغون الكمالَين"[4].

ولأن السنة النبوية هي البيان النبوي للبلاغ القرآني، كانت سنة رسول الله وطريقته في العمل والقول التجسيد لمنهاج الوسطية الإسلامية. ويكفي أن نتأمل مع سيرته الشريفة قوله : "إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق"[5]، و"إن دين الله يسر"[6]، و"إن الله لم يبعثني معنِّفًا، ولكن بعثني ميسِّرًا"[7]، وعن عائشة رضي الله عنها: "ما خُيِّر رسول الله بين أمرين في الإسلام إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه"[8].

الوسطية منهاج الإسلام
ولأن هذه الوسطية الجامعة بهذا المعنى، هي منهاج الإسلام في الحياة، بمختلف ميادين الحياة الفردية والاجتماعية؛ فإن العقل المسلم يستطيع أن يفقهها ويطبقها في سائر الميادين:

- فـ"الكرم" وهو خلق وسلوك وسط ليس غريبًا تمامًا عن القطبين النقيضين: "الشحّ" و"الإسراف"، وإنما هو جامع منهما سمات هذا الكرم ومكوناته، جامع لقدر من "التدبير والاقتصاد" ولقدر من "البذل والعطاء"، ففيه اجتماع لعناصر الحق والعدل من القطبين المتناقضين.

- وكذلك "الشجاعة" نجدها وسطًا بين "الجبن" و"التهور"، لكنها جامعة بين مقادير من "حذر" الجبان، ومقادير من "إقدام" المتهور، فلا هي منحازة لأحد النقيضين، ولا هي مغايرة كل المغ***ة لهما معًا.

- وفي فلسفة الإسلام في الاقتصاد والثروات والأموال، نجد "الاستخلاف" وسطًا بين "الحرية المطلقة" في الأموال، وبين الإلغاء الكامل للحرية في الأموال؛ فالإنسان مالك وحر ومستثمر ومنفق ومستمتع، لكن كوكيلٍ وخليفة في الملكية الاجتماعية عن المالك الحقيقي وهو الله I. فكل حقوق الإنسان في الثروات والأموال محكومة بحقوق الله وفرائضه في التوازن والتكافل بين الأمة.

- وفي الموقف من تمايز الناس إلى طبقات اجتماعية، يقف الإسلام بوسطيته الجامعة بين الحرية المطلقة التي تثمر التفاوت الفاحش بين الطبقات، وبين "الطوباوية" التي حلت بمجتمعات لا طبقية. فطبيعي وضروري -بناء على تفاوت الطاقات والهمم والجهود- أن يتمايز الناس في المكاسب والحظوظ، لكن الوسطية تفرض وقوف هذا التمايز عند حدود التوازن والتكافل، الذي يجعل الأمة جسدًا واحدًا، تتكافل أعضاؤه، مع تفاوت الأهمية والعطاء والحاجات لكل عضو من هذه الأعضاء.

وبعبارة الإمام علي بن أبي طالب t في عهده إلى واليه على مصر "الأشتر النخعي": "واعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض، ولا غنى ببعضها عن بعض"[9].

- وفي الموقف من العلاقات بين الحضارات تقدم الوسطية الإسلامية منهاج "التفاعل" الذي هو وسط بين غلو في "الانغلاق والعزلة"، و"التبعية والتقليد"؛ ففي "التفاعل" استلهام لكل ما هو مشترك إنساني عام، مع التمايز في الخصوصيات المتعلقة بالهويات العقدية والثقافية.

- كما تقدم الوسطية الإسلامية منهاج "التدافع" عندما يختل التوازن في العلاقات بين الحضارات وكذلك الطبقات، لأن هذا "التدافع" هو متن وسط، يمثل الحراك الاجتماعي الذي يزيل الخلل، ويعيد العلاقات إلى مستوى التوازن والعدل، مع الحفاظ على تعدد وتنوع وتمايز الفرقاء المختلفين. فهو "التدافع" وسط بين "السكون" الذي ينـزل الخلل ليستفحل، وبين "الصراع" الذي يصرع فيه القوي الضعيف، فينهي التعددية والتمايز والاختلاف.

لقد رفض القرآن منهاج "الصراع"؛ لأنه يزيل سنة التعددية {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} [الحاقة: 7، 8]. بينما "التدافع" حراك يعدل المواقف، مع المحافظة على التعدد والتنوع والاختلاف: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34].

تلك هي الوسطية الإسلامية الجامعة، صبغة الله التي أرادها لأمة الإسلام، والفطرة الإسلامية المطهرة من العوارض والآفات، وعدسة الرؤية اللاّمة لقسمات المنهج الإسلامي ومعالم تصوره في "الفكر" و"الحياة". وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]. وصدق رسول الله عندما قال: "الوسط: العدل، جعلناكم أمة وسطًا".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almfkr.syriaforums.net
منارة النور
مشرف عام
مشرف عام
منارة النور


عدد المساهمات : 1212
تاريخ التسجيل : 03/07/2011

الوسطية في الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسطية في الاسلام   الوسطية في الاسلام Emptyالجمعة أغسطس 19, 2011 2:15 am

الكلام معقد صعب علي شوي
بس بارك الله بك والله يعطيك العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوسطية في الاسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الوسطية بين الاعتدال والتطبيق
» الوسطية في القرآن الكريم
» القران من تاليف محمد!! صلى الله على سيدنا محمد
» يا ابنة الاسلام
» عظمة الاسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديـات الفكـر الحـر ..  :: الفكر الحر العام :: مواضيع عامة-
انتقل الى: