نهاية رجل عجوز...

في تلك الزاوية
حيث الظلمة اشد
وراسي بين يدي على ركبتي
ابحرت بعيدا بعيدا
حيث سرمدية الاشياء
حيث اللاوجود..


حيث اللاإنسان..



..
عيون الطفولة كانت قلقاً
تتراقصُ بين الشهوةِ والاحلام
تبني قصوراً فوق سحابةِ صيف ٍعابرة
بجبالها البيضاء الأنقى من الثلج
تتعبُ فالشمسُ حارقةٌ
لاظلٌ هناك يحتويها
تغفو..والحلمُ يضيع
..
شبابٌ بين ظلالِِ اليُتم يعيش
بين الفقرِ والإحتياج
بين القهرِ والغيرة
بين ارادةٍ في الحياةِ
وشهوةٌ لذيذةٌ تُغريه بالموتِ والذوبان
بين الحرامِ والحلال
يصلي تحيةَ المسجدِ
قربَ العمودِ الخامسِ والعشرين
ينام
..
رجولةٌ تنحِتُ الجبالَ
فقد حُكِمَ عليها بالمؤبدِ
وباقسى الأشغال
مابين حطامِ الصخرِ
وبين لهيبَ شمس ِالظُلم
وبين عطشٌ لكسرةِ خبز
وجوعٌ لشربةِ ماءٍ
فقد
انقلبت كلُ الأشياء
وميزانٌ العدلِ باتَ هباء
..
كهولةٌ تعودُ للطفولةِ مرغمة
تبحثُ عن الةِ عبور الازمنة
تحاول تصحيح الأيام
تبحثُ عن كل نواقصها
ترجع سحابتهُ الصيفيه
يجدُ الحلمَ كما كان..
يُمسك ريشته

فتضيع منه الالوان
..
ويمر بكل مراحله
لازالت سارية كل الاحكام
لم يشمله عفوٌ
نسيَّ قلم الحاكم اسمه
نسيوهُ حتى الزوار
هجرته حتى دمعته
كانت يوما كالأنهار
قرر ان ينحت بالصخر حكاياه
ان يبني بعض الاحلام
فالصخر باقٍِ أبد الدهر
والغيمةُ دوماً
في ترحال
..
نحتَ اشياء واشياء
كلها عيون تبحر في المجهول
وافواه مشرعة الأبواب
تستغيث
تبكي شيئا احمر
لاهو دمٌ
لاهو ماء
وحفر بجانب كل منها
بعض الاسماء
قد يمروا من هنا
ويرى ذاك النحت
اصحابُ الاسماء

..
وذاكَ الرسمُ بجانبها
يقبع وحيداً
في ركن خاوٍ
لاتراه عيون الشمس
لاهو بالإنسِ ولا بالجان
لاهو زهرٌ.. لاثمرٌ ..لاشجٌر
ليس كـلِ الأشياء
تشعرُ وانت تُناظرهُ
أنهُ يتنفسُ من تحتِ الماء
تسمعُ دقاتٍ لقلبٍ
أو أنَّ أحدهم يضربُ بمعولهِ القلب
تشعرُ أنهُ يبكي
ام هذا صراخُ روحٍ في الأعماق
تشعرُ
أن فيه حياة
وايُّ
حياة...